نشرت في جريدة أخبار الأدب هذا الأسبوع.
أوّلُ اللحن .. آخرُ اللحن
( إلى: وليد منير )
شعر: جمال القصّاص
أَتلكَ قصيدتُكَ الأخيرةُ
خيطٌ يَجِفُّ فيعلو الجدار
بِكَمْ خطوةٍ كنتَ تَسْبِقُ ظلّكْ
تعلِّمُهُ كيف يُغْمِضُ عينيهِ
أو كيف يَنْشُبُ مِخلبَهُ في شظايا النَّزيف.
حلُمْتَ .. بماذا حلُمْتَ
وكَمْ مرَّةٍ جَادَكَ الغيثُ
جَفَّ رمادُ يديكَ
جَفَّ الهواءُ
وأنتَ تداعبُ بَسْمَتكَ الرَّعويَّةَ
تنسى الزمانَ
وشكلَ البداياتِ
تصرخُ: ليلي طويلٌ
خيوطُ المخدِّرِ واهنةٌ
للمساءِ ملامحُ ثَوْرٍ
ورأسي يلفُّ على طبقٍ باردٍ
علَّهَا سَكْرَةُ النّارِ..
هل قذفَ البحرُ لؤلؤَهُ
هل تَعَرَّى كمِسْبَحَةٍ في مرايا الشُّطوط ؟!
تقولُ المُمَرِّضَةُ: الطّوقُ ضَاقَ عليكَ
ابتسمْ ..
سوف ترتاحُ بعدَ قليلٍ
سيَغْتَسِلُ الضّوءُ في زُبْدة الجرحِ
خُذْْ حبَّتينِ..
سئِمْتُ الدّواءَ
التّحَاليلُ لا تستقرُّ
ولونُ الأشعَّةِ لا يُشْبِهُ الصُّبحَ
لا تُبْعِدوا الماءَ عن شرفتي
أمهلوني قليلا من الوقتِ
عندي.. هنا موعدٌ
سوف أرسمُ كوخاً صغيراً
ليَدِ لم يلوِّثها النَّشيدُ
سأسبحُ في عشبِ روحي
عسى يخلعُ النّومُ بُرْدَتَهُ
أو يصبُّ على الجرحِ بعضَ النَّبيذ.
يشاكسكَ الوجدُ
تجري إلى آخرِ العمرِ
خطوي يضيقُ
وأوردتي لم تَعُدْ تَسْتَفِزُّ النَّدى
أيُّهَا الموتُ .. لا تنتظرني
سأذهبُ وحدي
معي صرخةٌ لم تَلِدَْهَا الحروف
معي نجمةٌ من كتاب الأغاني
معي بسمةٌ من صباحات إبني
معي وطنٌ لم يعلِّمٍني كيف أضحكُ
أو كيف أغمسُ في جَرَّةِ الفجرِ حزني.
سأذهبُ وحدي
لكمْ شارتي
ذكرياتٌ يخربِّشها الليلُ
تزحفُ كالدّودِ فوق الغصونِ
وفي الصُّبحِ تَنْعَسُ في عتمةِ القبوِ..
مَن منكمو خبَّأ الصّوتَ في طينة النّهرِ
كَيْمَا يمرُّ الطغاةُ على جثتي
كان لي في هواكم صدى
كنتُ أخلُقُ من سقطتي سقفَ هذا المدى.
أيَا أصدقائي المثيرينَ دوماً
لماذا تأخَّرَ راعي المياهِ
توهَّمتُ أنِّي غريبٌ..
تعثَّرَ في صخرةٍ أفسدتها الحياة
أمَا كانَ يمكنُ أن تأخذوني بعيداً
لتعبرَ أغنيَّتي بسلام
لأعرفَ من أين يبَدأُ حَدُّ البكاءِ
وحَدُّ المَنَام..
النهارُ دَمٌ
والوحيدُ يعضُّ على أوّل الّلحنِ
يطفو الكلامُ
ويهبطُ في زرقةِ القاعِ
طاولةٌ فارغةٌ..
نقطةٌ من بياضِ الشِّراعِ تَرِفُّ
سيأتي المغني
ويتركُ نُوتَتَهُ في المَمَرِّ
سيأتي قراصِنَةٌ آخرونَ
ضعوا نَجْمَةً فوق بابي
هنا عاش شاعر..
يلمُّ نزيزَ الحصى في يديهِ
ويبني سفائنَ للعابرينَ
سلامًا على وجهِ أمي
على نَبْضِها في الجدارِ
على قلبها يزرعُ الحلمَ في َسقْسَقات النهار.
أنا طائرُالغفلةِ
اكتملتْ صورتي في الفراغِ
وداعاً..
سأحفرُ بئراً وأصعدُ
لا تنحنوا
لا تمُدُّوا أياديكمو تحت سُرَّتها
لا ترشُّوا على ظلِّها مِلحَ أيامكم
اتركوني.. أخُطُّ وأمحو
أجدِّدَ شكلَ البدايةِ
أَحْبُو ..
أقولُ: ولِيدٌ أَحَبَّ
استوى فوق غُرْبَتهِ
أيّها المحبُّونَ
حَانَ أوانُ القطافِ
انظروا تحت أقدامكم
ربّما يعبثُ الفجرُ
أو تبدأونَ الصّلاة .
الخميس، 25 يونيو 2009
الأربعاء، 17 يونيو 2009
مقطع من ديوان "رجل الهاي لوكس" للأميرة التي تتفقد رعيتها كلما مرت بأغنبة عن العشاق
لم يكن وجوده في الشرفة
وهو يراقب حبيبته
سوي عادة ميت ينتظر كتابه
كانت امرأة ضارية
لا تنأي بنفسها عن درج يوصلها لإغلاق عينيها
ولم يكن أمامه سواها
كان يحسد خيط أصابعها
وهو يتحرك كل حين
بإذن ربها
بينما كان خراط البنات
يمارس عمله في رحابها
بمتعة أيام عامرة بمواعيد جليلة.
قال نفر من الأنس كانوا يبصون:
شمس ألاعيبها لن تغيب
أنظروا كيف يُكور النهدين,
كيف يزينهما بآهاتها
و يُتبّلهما بأصابعه الملونة.
أنظروا إليه كيف يُصعّد
الموسيقي من النهر,
وهو يشق ضفتيه بموجه المراوغ.
يا لعذوبتها التي توحد آلات موسيقييها.
كانوا يطيرون فوق سواحل غنية بالياقوت
والبللور.
أنظروا لجمهوره
الخبيرين بمواعيده
يتساقون نورها الذي يسيل,
وهم يلهجون:
ما عذاب خيط حائر بين حاجبين
وخدين وسحر ساقين
ُصفيَا في بئر شق من سعير لو تعلمون؟
أين يذهب مسكين؟
تحسده عيون لا تري سوي لهفة أصحابها
سوي شهقتهم كلما اقترب من بئر ملتهب
أين يذهب؟
معذور,
ما مر أحد من ساكني شرفاتنا بمثل فاقته
يكاد يذوب كلما لامس الحافة.
جميعهم سوف يبكون,
وحده الذي سوف ينتهي به المشهد
وهم يبكون
وحده سوف ينجز ما بدأه
وهو يطوف علي الجمال المرصود
سوف يسقط ببساطة من النافذة
يراه الشاخصون من نوافذهم
وهو يهمي لمصيره
تحت ساقي امرأة ضارية.
منذ لحظات كانت علي موعد
مع خيط في مثل سنه.
خيط طاف علي أرجائها
وسقط من حسرته مغشيا علي هواه.
وهو يراقب حبيبته
سوي عادة ميت ينتظر كتابه
كانت امرأة ضارية
لا تنأي بنفسها عن درج يوصلها لإغلاق عينيها
ولم يكن أمامه سواها
كان يحسد خيط أصابعها
وهو يتحرك كل حين
بإذن ربها
بينما كان خراط البنات
يمارس عمله في رحابها
بمتعة أيام عامرة بمواعيد جليلة.
قال نفر من الأنس كانوا يبصون:
شمس ألاعيبها لن تغيب
أنظروا كيف يُكور النهدين,
كيف يزينهما بآهاتها
و يُتبّلهما بأصابعه الملونة.
أنظروا إليه كيف يُصعّد
الموسيقي من النهر,
وهو يشق ضفتيه بموجه المراوغ.
يا لعذوبتها التي توحد آلات موسيقييها.
كانوا يطيرون فوق سواحل غنية بالياقوت
والبللور.
أنظروا لجمهوره
الخبيرين بمواعيده
يتساقون نورها الذي يسيل,
وهم يلهجون:
ما عذاب خيط حائر بين حاجبين
وخدين وسحر ساقين
ُصفيَا في بئر شق من سعير لو تعلمون؟
أين يذهب مسكين؟
تحسده عيون لا تري سوي لهفة أصحابها
سوي شهقتهم كلما اقترب من بئر ملتهب
أين يذهب؟
معذور,
ما مر أحد من ساكني شرفاتنا بمثل فاقته
يكاد يذوب كلما لامس الحافة.
جميعهم سوف يبكون,
وحده الذي سوف ينتهي به المشهد
وهم يبكون
وحده سوف ينجز ما بدأه
وهو يطوف علي الجمال المرصود
سوف يسقط ببساطة من النافذة
يراه الشاخصون من نوافذهم
وهو يهمي لمصيره
تحت ساقي امرأة ضارية.
منذ لحظات كانت علي موعد
مع خيط في مثل سنه.
خيط طاف علي أرجائها
وسقط من حسرته مغشيا علي هواه.
الأحد، 31 مايو 2009
من ديوان" رجل الهاي لوكس"
قالت:
لست مشلولة
دمي فقط لا يراك.
والذين يحبونني
لن يروني لدي الباب.
تحرسني غيمة
ويخبئني الليل
ولا تُري مني سوي سدولي.
ما الذي سوف يرسله الموت لي
كي أموت؟.
لست مشلولة
دمي فقط لا يراك.
والذين يحبونني
لن يروني لدي الباب.
تحرسني غيمة
ويخبئني الليل
ولا تُري مني سوي سدولي.
ما الذي سوف يرسله الموت لي
كي أموت؟.
الأحد، 24 مايو 2009
من ديوان" رجل الهاي لوكس" لي أنا .... علّني أظل هاهنا..
ظل طوال ليله يحرث أرض عاصمته
الممتدة بطول سرير غرفته المطلة علي ملك جاره.
عما قليل سوف أرويها من النهر الذي يجري تحت
الخيام.
لكن ضجيج آلاته المفزع.
أيقظ الجموع النائمة فوق بلاط الغرف المجاورة.
انتهي كل شئ.
انتظروا قليلا.
سوف أطعمكم من الفاكهة الطازجة.
لماذا تنظرون تحت أقدامكم.
كل شئ جاهز في القوارير.
حلمت لكم بأعناب ونخيل
بنساء عاريات كأنهن مصابيح الجنة
كن يسبحن في عيون خمركم الذي تعصرونه خلف التل.
كان يريد أن يرتاح.
يترك لأهله بعض أشجار
يستظلون بها
كان يريد أن يرحل مطمئنا
مرتاح الضمير
من صراخ حيواناتهم
التي انتهزت فرصة غيابه
وافترشت الميدان.
الممتدة بطول سرير غرفته المطلة علي ملك جاره.
عما قليل سوف أرويها من النهر الذي يجري تحت
الخيام.
لكن ضجيج آلاته المفزع.
أيقظ الجموع النائمة فوق بلاط الغرف المجاورة.
انتهي كل شئ.
انتظروا قليلا.
سوف أطعمكم من الفاكهة الطازجة.
لماذا تنظرون تحت أقدامكم.
كل شئ جاهز في القوارير.
حلمت لكم بأعناب ونخيل
بنساء عاريات كأنهن مصابيح الجنة
كن يسبحن في عيون خمركم الذي تعصرونه خلف التل.
كان يريد أن يرتاح.
يترك لأهله بعض أشجار
يستظلون بها
كان يريد أن يرحل مطمئنا
مرتاح الضمير
من صراخ حيواناتهم
التي انتهزت فرصة غيابه
وافترشت الميدان.
الثلاثاء، 19 مايو 2009
هذا مقطع من ديوان رجل الهاي لوكس, للجميلة التي تسكن بعيدا, لعينيها الحوراوين العميقتين.
ماذا يمكن أن يري العاشق المكفوف
لو أنه ضبط نفسه ينظر من الشرفة؟
- رجلا يتأهب لإفشاء آخر أسرار زوجته.
- شجرة تميل لتري أوراقها كيف تحب الشجيرات
سيدها الريح وهي عائدة منهكة.
- مراهقة تستعد لارتداء أخف أحلامها
قبل أن تغمض شرفة مواجهة جفنين مؤرقين.
- مصباح إنارة صغيرا يتصبب عرقا
لأن ألحان أرملة لامست ظله قبل أن ينطفئ.
ألا يراني ذلك الأعمى.
أنا الحزين الوحيد في الحي.
ألا يستحق فؤادي المعطل عن أحلامه بعض العناء.
ألا يجدر به أن يرسل ابنته
بغمامتين طائرتين في منديل إيماءاتها.
قولوا له سوف تعود.
هو حتى لن يلامس غصنيها.
في الليل يجدر بنا أن نكون أكثر رحمة بسكارى بنات عمياننا.
خمره المعتقة رأفة بروحه تجعله
يتحسس كلام أغنياته قبل أن يتركها
لحال سبيلها.
هو حتى لا يوصيها بشئ مثل غيره من المغنين
عبيد سكني البارات.
يلامسها بلسانه المثقل بالبكاء.
ويسلم نفسه للطريق.
لو أنه ضبط نفسه ينظر من الشرفة؟
- رجلا يتأهب لإفشاء آخر أسرار زوجته.
- شجرة تميل لتري أوراقها كيف تحب الشجيرات
سيدها الريح وهي عائدة منهكة.
- مراهقة تستعد لارتداء أخف أحلامها
قبل أن تغمض شرفة مواجهة جفنين مؤرقين.
- مصباح إنارة صغيرا يتصبب عرقا
لأن ألحان أرملة لامست ظله قبل أن ينطفئ.
ألا يراني ذلك الأعمى.
أنا الحزين الوحيد في الحي.
ألا يستحق فؤادي المعطل عن أحلامه بعض العناء.
ألا يجدر به أن يرسل ابنته
بغمامتين طائرتين في منديل إيماءاتها.
قولوا له سوف تعود.
هو حتى لن يلامس غصنيها.
في الليل يجدر بنا أن نكون أكثر رحمة بسكارى بنات عمياننا.
خمره المعتقة رأفة بروحه تجعله
يتحسس كلام أغنياته قبل أن يتركها
لحال سبيلها.
هو حتى لا يوصيها بشئ مثل غيره من المغنين
عبيد سكني البارات.
يلامسها بلسانه المثقل بالبكاء.
ويسلم نفسه للطريق.
وهذا أيضا لها
استقبلوهم في غرفة شاسعة
هواؤها مكيف.
وبلاطها من الرخام الفاخر.
فيما وضعوا سياراتهم
التي جلبوهم بها
علي جانبي الغرفة.
واتجهوا جميعا إلي المائدة.
الأطعمة التي ما رأوها إلا في أحلامهم أمامهم الآن.
وأشجار الفواكه الغريبة تحيط بهم من كل صوب.
وقد تعلقت بفروعها آنية الماء.
وظلت تتأرجح كأنها في يوم عيد.
حين انتهوا من عشائهم الاحتفالي.
تعالت الأصوات تطالبهم بالنوم:
لديكم مبكرا أعمال كثيرة.
الوسائد والمراتب كانت مصنوعة من ريش النعام.
لم يفكروا في شئ.
عندما مالوا بأجسادهم فوق الآسرة غاصوا في جنانها.
جميعهم ناموا دون كوابيس
دون أحلام مزعجة.
فيما كانت ساعات الليل كافية ليدخل كل لحظة ضيوف جدد.
امتلأت الغرفة عن آخرها.
وفي الصباح عندما استيقظ الجميع
لم يجدوا أحدا في انتظارهم.
كانت الأبواب موصدة.
حاولوا البحث عن مراحيض لقضاء حوائجهم.
منعتهم الرؤوس والسيقان التي تغطي البلاط.
اختفت الشوارع التي كانت مرصوفة علي امتداد الغرفة.
ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء الناس بسيارتهم؟
كيف يقودونها بوجوه مازالت برائحة النوم؟
الحكاية ليست شوارع وإشارات وبنزين.
هذه الأشياء يمكن الاستغناء عنها.
القصة أنهم ذاهبون حالا إلي جهنم.
ولابد أن يغسلوا وجوههم.
كما أنهم لن يجدوا وقتا كافيا لإخراج ما في بطونهم الممتلئة.
كيف انطلت عليهم حيلة هؤلاء الشياطين؟
لماذا لم يفكروا فيما وراء الطريقة التي توفرت بها المائدة الخيالية؟
كانوا يطعمونهم من القمامة أعواما طويلة.
وينيمونهم في عشش الحيوانات.
الآن,
وبعد أن شحنوهم في كبسولة الجحيم هذه,
سوف يرسلونهم بأمانيهم البسيطة
إلي غير رجعة.
الاثنين، 18 مايو 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)