لم يكن وجوده في الشرفة
وهو يراقب حبيبته
سوي عادة ميت ينتظر كتابه
كانت امرأة ضارية
لا تنأي بنفسها عن درج يوصلها لإغلاق عينيها
ولم يكن أمامه سواها
كان يحسد خيط أصابعها
وهو يتحرك كل حين
بإذن ربها
بينما كان خراط البنات
يمارس عمله في رحابها
بمتعة أيام عامرة بمواعيد جليلة.
قال نفر من الأنس كانوا يبصون:
شمس ألاعيبها لن تغيب
أنظروا كيف يُكور النهدين,
كيف يزينهما بآهاتها
و يُتبّلهما بأصابعه الملونة.
أنظروا إليه كيف يُصعّد
الموسيقي من النهر,
وهو يشق ضفتيه بموجه المراوغ.
يا لعذوبتها التي توحد آلات موسيقييها.
كانوا يطيرون فوق سواحل غنية بالياقوت
والبللور.
أنظروا لجمهوره
الخبيرين بمواعيده
يتساقون نورها الذي يسيل,
وهم يلهجون:
ما عذاب خيط حائر بين حاجبين
وخدين وسحر ساقين
ُصفيَا في بئر شق من سعير لو تعلمون؟
أين يذهب مسكين؟
تحسده عيون لا تري سوي لهفة أصحابها
سوي شهقتهم كلما اقترب من بئر ملتهب
أين يذهب؟
معذور,
ما مر أحد من ساكني شرفاتنا بمثل فاقته
يكاد يذوب كلما لامس الحافة.
جميعهم سوف يبكون,
وحده الذي سوف ينتهي به المشهد
وهم يبكون
وحده سوف ينجز ما بدأه
وهو يطوف علي الجمال المرصود
سوف يسقط ببساطة من النافذة
يراه الشاخصون من نوافذهم
وهو يهمي لمصيره
تحت ساقي امرأة ضارية.
منذ لحظات كانت علي موعد
مع خيط في مثل سنه.
خيط طاف علي أرجائها
وسقط من حسرته مغشيا علي هواه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
إرتدى خجله
وبات على أطراف الطريق يستجديها
ليمطر الجمال على مسائه القاتم
حتى وإن لم تشرق
ظل هناك يرقص لسكّيره أثملتها الحياة ألماً
ولم يستيقظ إلاعلى صوت جنازتها تزف بين القبور
\
/
ضرب من خيالك
كن بخير
هذا غناء جميل يا سيدتي يستحق أن يكتمل فرحا, لا حزنا.
كم أتمني أن يمطر الجمال علي المساء, وأستيقظ علي صوت فرحتها بين المحبين
شكرا جزيلا لمرورك
إرسال تعليق