هذا هو النص الكامل لديوان" صانع العاهات", والذي سبق نشره ضمن طبعة ألكترونية أصدرتها دار الكتاب الألكتروني منذ عدة سنوات بالقاهرة, وأنا هنا أهديه إلي العروس التي تطلع الشمس كل يوم من أجل ابتسامتها.
أحلام قداسته
عاد قداسته
لزوجته التي تخبئ في روحه
صناديقها
عاد لرائحته التي تتبعه
كأنه مر في فضلات كلب
عاد لاسمه الذي تتآكل حروفه
من الإهمال.
عاد يحرث انكسارات عمره
من حمام بار
لمبولة مقهى
/ مللت الأقنعة والملابس
لن أغير عاداتي من أجل حفنة
من الخرافات.
القديسون لا يخفون عوراتهم.
أنظري لي
أحبني هكذا
أنا فتنة حامية .
راح يتحدث عن طموحاته
كأنه مراب علي سفر.
وبعد أول كأس يقبل كف زوجته
ويبكي.
/ إصغي إلى وجد قلبي
غرفتي مليئة بالدموع
لم أعد أملك غير يأسي
أنا الهيكل العظمي الذي يراقب
الرجال عندما تتسرب أرواحهم .
أخشي أن أذوب مشيا وراء النساء.
إنني أكره الظلال.
هل تعرفينني
نصف عمري قضيته
فوق سطوح المنازل
أتفرج على أجساد النساء
وهن يدلكنها
بالأمنيات والأحلام الطيارة.
عندما عرفت أن آخر امرأة
قدمت لي حفلا ساهرا
أصابها الملل
جئت إليك
لتحكمي بيننا.
بلمسة حكيمة من أصابعه
الجمل يصعد النخل،
والجمال يريد أن يطير.
سلمي لي على روحك
علي حرير نهديك
هل تشمين رائحة أحلامي
أريد شرفة تطل على ملائكة
ظللت أحلم بالنار حتى جننت
واحترقت الغرفة
أنا النائم فوق ثلاثة كراس
لماذا تلومينني
لم أكن سوى طائر
يرف على كتفيك.
لست مسئولا عن انقطاع المطر
ولا أنا الذي عددت النجوم
عرفت أنها تخرج بالليل من منازلها
تتأمل بساط الريح..
وهو يموج تحت الصرة.
هاتوا الأطباء
قولوا للملائكة
الجمل في سم الخياط
هل رأتهما امرأة
من فوق عربة الكارو فأقامت الدنيا
لزوجها
ربما يلون نهديها
بلمسات حكيمة من أصابعه
أو يجعلها تبكي
على أطراف أحلامها.
الجمال يريد أن يطير
شيعته حتى مراكب الشمس
ولم أجد واحدة توحد الله تحمم مركبها.
تركن روحه بين عارضتي قطار
وقلن
التوسلات مرة
ولو بستر من الهوى.
غادرننا في آخر الليل
بمكياجهن الذي يتلاشى
مع أول قبلة خائفة
رأيتهن يرشرشن جروحهن على الناس
ويهذين
ألقطها من شفتيها
ألقطها من يقظة النهدين
سوف تهجر أمها
وتلملم أحزانها من تحت الخزانة
وإذا قلت لها اقتلي نفسك
سوف تلقي بنفسها عليك.
الحجيج المغنون
أظن أننا
حين سرنا علي الكورنيش معا,
كنا نبكي
وأن دموعنا التي ذرفناها
أول الطريق لم تكن تعرف
السبب .
لذا يهيأ لي
أن نهاية الأغنية التي تركناها هناك
سوف تمر في سرية تامة
علي وجوه عشاق الشواطئ
دون أن يتوقف الحفر
كنا قد بدأنا برموشنا
لكننا قررنا فجأة
أن نستخدم وسائل أخري
لا حفيف الملابس من بينها
ولا الهمس
نحينا حينها حمولتنا من التفاح
ونحينا
غن لي عندما تعودين للبيت.
وربما يداويني خطوك
في اتجاه الأريكة.
وأعرف الطريق للمصب.
وكانت نيتنا أن نتجاهل
يا ليتني كنت معك.
وانتظري قليلا.
لكننا جئنا بتمايل النخيل
والسحابة التي في المرآة.
تحولت أكفنا الي مراكب /
يا البلاد الدفيئة
نصبنا قلوعنا قرب الحافة
و سنصل بعد قليل
شاركتنا دموعنا
دون معرفة أي شي ء.
قلنا فقط إننا حزاني
وانزوينا خلف سروة,
وقبل كل منا يد الآخر.
حمت المراكب
وانهمرت الدموع
مع أنها لم تدرك السر
ولم تنتظر حتي تعي ما يدور
أو تسأل أحدا من المارة
ربما بلل لهفتها بكلمة
أو إشارة
فعلت ذلك بوعيها الملائكي
وبإنسانية مفرطة .
لم تتململ حتى يتجمع الناس
أو نصل إلي مكان مضيء
لتلامس خدودنا
وتمضي كما انتوت .
وكانت تعرف أن خديك
مبرآن من الماكياج.
يدي إلي التفاح
وأنت تبتسمين ,
بينما هي تجتاح جوانحنا
بسر مباغت ,
هات لي الذي عليه النية
واتبعني
اختر الشجرة التي تحب , واتبعني
وسأعطيك الثمار والحاوية
ويبقي عليك أن
تضع ساقيك
علي أول الجسر.
عندي نهدان خرافيان
وروح يمامة
وخزانة أحلام تحت الحلمة
لست بخيلة
هأنا أمنحك
حرية الترجل
بين ياقوتي
وشمعي
ولتتحمل أنت مسؤولية
احتراق العباءة.
إن ما حدث لنا
جعلني أتذكر دموعي الكثيرة
التي ذرفتها
وأنت لا تدري.
جعلني أفكر في إنسانيتها
التي لا تعني سوي الموت
والتلاشي.
هناك أشياء كثيرة
بلا فائدة تصر علي البقاء.
تخيل
لو صادفتك عند داري
خبئ نية شفتيك
و حكا ية هجر ة العصا فير لعيني .
لن يستمر ذلك طويلا
عندما تضمني
سرب لي ما تريد.
حدثني عن الحجيج المغنين
الذين يلوحون للأشجار بأحلامهم
كلما مرت أمامي.
لا تهتم بتلك الأشياء
التي لا معني لوجودها
هناك فروق سحرية
بين هذه الأشياء
والدموع
فروق شفيفة
ربما يكتشف
أسرارها
الذين يسيرون
بالقرب من أشجارهم
وعلي أيديهم تتنزل القبلات المتأججة
جامع أعقاب الأحاديث
معذبتكم
ومعذبة أبنائكم
صاحبة الفردوس
وابنته
التي يأخذ الكرم
من عناقيدها نبالته
نائمة خلف هذا الجدار .
ليست - بالتأكيد - كحبيباتنا
الثكالي ,
الممتحنات بالفقد تلو الفقد
اللواتي بقلوب متغضنة
ينمن مرميات في نار هواجسهن .
ستخرج عليكم
عارية كأنها في ستر الملائكة.
ومسترة تمشي في عري مبين
وقريبا من قلوبنا ,
وبشراعة واحدة مفتوحة
ستمر غرفتها
لا تطلقوا لخيالاتكم العنان
سأحكي لكم كل شيء.
فقط....
اعلوا علي مشيئة خلقكم
وتمنوها
ربما تنزلت قبل موعدها
ووضعت أمام مشاعركم المرهقة
مصابيح لفتاتها.
أو ربما همست ,
فأدخلت أرواحكم بين نهديها,
ونادت :
احذروا
أجنحة العشاق ,
رؤوسكم ستصطدم في سقف
الجنة.
علي بعد خمسة أصابع من سبحتكم
منحني
الدوامة في المنتصف
استخدموا أذرعكم كمجاديف
وحلقوا
غنوا لآلامي
ولقاءاتنا القليلة
بعد منتصف الليل
ربما جاءكم بعض رعاياي
يبحثون عمن صاغ خاصرتي .
أنتم لم تروا القمر
ليلة تمه بين ذراعيّ .
ولم تدخلوا الجنة .
في حراسة الذهول
والنعناع
تمنيت أن تراقصني
أن تبوح باسمها,
فغادرتنا جميعا يتامي
بلا أسماء .
علي البلاج كنا وقوفا
فجلسنا
ولم ندر لم.
ليست من مليكة
عذراء مبحرة بلا قارب
غيرها
ولا من مظمئة مثلها
تلقي بملابسها علي الرمل
فيعوي الحاضرون
يارب الكنائس ..
من أخرج الأجراس من قيلولتها.
هل ترونها
وهي تضع ساعديها
علي سور الشرفة
وتنادي علي الله .
لأقرب مصباح علي الطريق
مال الهواء ,
راح يحمل الضوء لغرفتها ,
ويتنفسها بعمق عاشق
لا يعرف الحذر .
لليلة واحدة كان يمكن
أن يستمر عمود الإنارة
في مهمته ,
وكان يمكن أن يبقي
المصباح في مكانه مبتسما
لولا أن الحارة
أغمضت عيونها
لم يحذرني واحد
من النواطير ,
لم يطلق الشرطي صفارته
الملعون كان كالمجذوب
يحملق في الشرفة
وتركني أشرب نسماتها
بكي المصباح ,
حتى أغرق المدينة بالضياء .
بعد أسبوعين ,
عاد بحارة يحملون بقاياه,
وهم يهتفون :
وجدناه هائما
كان يحدث أشرعة
المراكب عن قراصنة
وهميين سرقوا حرير ابتسامته.
تحدث برومانسية صوفيين
وغفا.
تأكدوا من دموع عينيه.
نعرف المصابيح في بلادنا.
زنوا شروده.
ما لعينيه من كحل سوي
لهفتها.
كانت كاترينا تشير لأمها
بملابسها الحريرية ..
يشتعل الغمام
احترسي يا غييمة
ليتني شرفة بشراعة واحدة
ربما كنا تلاقينا
نهود مريمية وساعدان بلوريان
وخشب شرفة متلهف للنار .
أنا الغريب الأعمى ,
لا أرغب في المزيد
أما إذا تلامست حبتا الكريز وعروقي ,
اعذروني
ساعتها
سأدعي النبو ة.
لكن قولوا لي
كيف تستطيعون رؤيتها
وكيف تتحملون الموسيقي
مجرد المحاولة ستزهق أرواحكم
وستدخلون النار .
لم تروها
وهي ترقص
وهي تهمي من كرسي في الباص ,
علي الرسل المشدوهين
من عرش علي صدر صديقتها
إلي غيمتي
أنا جامع أعقاب الأحاديث,
في الليل
صرت أنزع الفواصل
وأغني لما يخصني من كلامها
أنا بهلول المدينة ..
بملابس لا تعرف اليونانية
أسير بصحبة ساحرة
غزالة ,
وساحر يصدق أحزانه
كل شيء تشابه علي
نسيت لون عيني فينوس .
يكذب الناس
ليظهروا جميلين
يتحدثون عن أشياء وهمية
لمجرد أن تبتسم حبيباتهم
وأنا جميل
معي سماء كاترينا
وقمر جونلتها .
تيقظنا صباح اليوم
مبكرين
وفشتنا عن لحن لاسمها
في الأساطير ,
لكن حراسها طاردونا
تركنا حكاية خطواتنا
علي طاولة الحانة
نحن العشاق السذج ,
تيقظنا ,
قبيل هطول المطر .
عني تحدثت سمر
وأومأ وحيد
كأنه راع لشبكة أحزان عيني
راحا يتلفتان ,
كل في وجه غازله
غنيا
وأنا حاولت
لكن لم تسقط دمعة
واحدة من عيني .
لم أندمل
وها أنا
أنتظر صاحبة الفردوس ..
هل تنام خلف هذا الجدار؟
صانع العاهات
أما عن رواية الأحداث
فلا أحد يخرج من منزله
بلا هوية
ويقدر علي مقاومة غوايتها
لا أحد
عاقلا كان أو مجنونا
يعرض عليه الملك
فيصمت
أو يتثاءب
ما بالكم بي أنا
مربي الخنازير
صانع العاهات الكبير .
عند رواية الأحداث
لا مجال لأن يبقي المرء
في سريره
أو يذهب إلي موعد غرامي
أيا كانت الحورية التي يضاجعها.
كل شيء يحدث لمرة واحدة
والطلقة التي تمرق
لا تعود .
كم يساوي وجودي بينكم
بلا رواية
ووجودكم بعيدا عن أربطة
أحذية الآلهة
كم يساوي وجودكم بلا عاهات .
الأمر ليس كما تتخيلون
الألوهة تحتاج إلي أكاذيب
منتقاة
وأوبئة .
تحتاج إلي أعمار طويلة تتبدد ,
وشعوب تتلاشي ,
ومدائن تبيد .
الألوهة الحقة
تكره الفناء الجميل .
عندما تنتصب في الفضاء
وتفتح عينيها
وتطل .
يقف إله في قلب خرائبه
ويحكي تفاصيل ما رأي
وما ارتكب من جرائم ضد الأجنة
يبوح بآثامه
ويكتب في كل ساحاته
ما رآه ضروريا لكي يعمل
بعفوية بالغة
حتي ليظن الواحد
وهو يتلقي الطعنة
أنها المشيئة العربيدة
ولا مفر .
الجند في الباحات
في قطرات الندي
وفي شعاع الشمس
لا مفر .
تعلمت صنع التماثيل
سرقة ألعابها من القتلي
وحكايات الضحايا
والأكف المرحة حين تستقبل
المطر.
أنا سارق الكحل الذي تتحدثون عنه
عاشق التشوهات .
كيف يمكنني أن أصب ابتسامة
علي وجه طفل جائع
أو يتيم .
الخالقون الهواة
سيدخرونني أضحوكة لأيامهم
أضحوكة يفجرونها في البراري
يفتحون بها أفواههم عن آخرها
وينسلون إلي أكواخهم
تحت جنح الليل .
تسلقت ضحكاتهم تلال بلدة
ومشت في أراض موحلة
أناموها علي الرف
كي تحمل فوق أكتافها التراب
والنياشين
وأنا غير مؤهل للابتسام
لا أحب أن يبتسم النائمون
في أحلامهم .
عاري وأنا أولي بمراراته.
لو أن عيونكم لا تري النوم
لو أن دموعها قادرة علي إحياء
الموتي .
لأدركتم البلية التي أنا فيها
معجزة أن أظل طوال عمري المديد
أنثق القبور
وأنتقي سكانها .
حققت شهرة واسعة
في هذا المجال
وأحببت ملكي
وها أنا أوطد أركانه .
قبل مجيئي إليكم
هاتفتني امرأة وقبلتني.
قالت لي إنها تبصر أطفالا
ينامون تحت جدران بيتي
تشب في أحلامهم
النار التي تمتد من لفافتي
وكلما حاولوا الوقوف
أجلستهم رائحتي
قالت لي هناك أمور لا تحب
الخوض في جيوبها
وواعدتني
واختفت .
سوف أنزع النخل من أرواح
النبيين
القبلات من قصص الحب
والجنيات التي تسير في الشوارع
من شفاه الرعاة
معي مساحيقي
وعمالي
وحقدي
سوف أرسم المشهد من جديد
أريد أن أكون راوية حقيقيا
الأولاد في مقابرهم مهذبون
والنساء في أسرتهن
ينتظرنني
والرجال طوافون في المكان
يحملون المناديل الورقية
ويعطرون مواكب الأساطير
في الكتب القديمة
والآلهة تبتسم وهي تحمل
الغمام علي أكتافها
وترش الظلال .
لا غير المشيب
علي ركبتي يتكئ الردى .
سوف أعلمكم كيف تنامون
وكيف تخرجون لملاقاة
جيوش أعدائكم .
وكيف تسيرون في الأسواق
وكيف حين لا يحين الموت
ترحلون
هذه ألوهتي
التي جئتكم بها
أنا أعلمكم بأمور دنياكم
عندي ميزان كل شيء
شفاه جديدة
وأجنحة للدواب
والخنازير .
خضت معارك كثيرة
ولم أستطع
في كل مرة
أن أخرج مبتسما.
وفي هذه المرة
أقدم لكم أمراضا وأوبئة
جديدة
أقدم لكم روحي
باردة علي أبدانكم .
لا شبابيك لكم عندي
ولا حوائط
أنا راوية الحكايات الوحيد
وصانع العاهات .
طيور البنات
في الليل
يمكن لأية بنت
أن تخرج من سريرها
وتفتح شرفة حجرتها
وتطير .
صدقوني
البنات يطرن في الظلام .
ولأنهن يخفن علي عصافيرهن من الوحدة
يصحبنها أينما اتجهت الموسيقي .
رأيت بنات يحملن
العصافير من مناقيرها ويضوين .
فهل كانت قبلة طويلة
في الفضاء,
لكي يجربن قبلات أخري
ذوات أجنحة.
كانت ملابسهن فضفاضة
وأسماؤهن بين ذراعيك
تنسيك ما
سال من
وقت
علي درج البيت .
هل كانت تتسلي بالنظر
إلي وجهك الكريم
حين ودعت السرب
وحطت علي السرير .
كل شيء ممكن
وأنت تحفظ بأناملك
ما ترك النهدان والأقربون من أسرارها.
الأمر لا يحتاج إلي عبقرية
الحوائط والشبابيك
والأبواب
تشهد ألا أحد في اليم
إلاك .
وهذه الأشياء رغم ما بها
من مفاجآت
إلا أنها تحدث مرارا
والبنت ببساطة
وفي غفلة من آذان
الجدران التي تسمع
دبيب النمل
تستطيع أن تنسي
عندك الطوفان
بعد أن تأخذ
ما جاءت من أجله
لتسبح وحيدة في البحر.
ذراعك التي ظلت لسنوات
كثيرة معطلة
ولم تكن تعرف وظيفتها
وكنت تستخدمها كي لا تسقط
في مداوات الجراح.
جاءت غلامة,
ووضعتها في مكانها المناسب.
أراحتك.
وقدمت لك دواء ناجعا
لمرض مراوغ
ظللت طوال أربعين عاما
تحاول التحصن ضده
أو تجنبه .
اليوم استيقظت مبكرا
لا بك ولا عليك
ورحت تتسلي بحفنة
من التوت
وإلتهام المزيد من
التمرات اليابسة
لكن حين حطت البنت فوق
السرير
وراحت ترسم
فوق الملاءة
بأصابعها
أدركت أن هذا كله
غير مجد ,
كل واحدة تذهب مختارة
لحامل أختامها
فمن الذي يمكنه الآن
أن يعلمك لغة البنات
والعصافير
ويجعلك تضيف المزيد
من الخطوات
لمركبتك في طريق الموت.
وسريرك الطبيعي
الذي لم يتطلع في يوم من
الأيام لأكثر من دوره
ما الذي يمنعه الآن
من الانضمام
الي طابور الأسرة
صاحبة التاريخ الجسيم
والرسل .
سريرك الذي
يحدث صريرا
دائما مثل غيره من الأسرة
كلما ملت عليه بجسمك
الملهوف
سريرك ذو الوسادة
الصلدة
الذي لا يجد غضاضة
في أن يغير غرفته
ويتركها فارغة
راحلا الي غرف أخر ي.
سريرك الذي يتمدد
فوق سيارة مكشوفة
بعد أن يلملم أنفاسه
ليجوب الشوارع
دون إكتراث بتاريخه
الذي خطه بين جدران حجرة ما
أو اهتمام بعيون البنات
اللواتي يحلمن بلقاء الملائكة
والتمتع بصرير ه.
سريرك المتبلد
يطول به العمر
لكي يكون شاهدا
علي وشمة عمرك ,
الجراحون والنبلاء
غير قادرين علي تخليصك
من آثارها.
هي التي وضعت قدميك
فوق الربوة
وجعلتك رغم قوانين
الطبيعة مشرفا علي الجبل .
كيف أنامتك فوق هضاب
مفاتنها
وتسللت معك
الي قلب العالم .
سريرك يتسع لشهيدين
والقبلة مازال مشوارها طويلا..
والباقي...
وحد الحي الذي لا يموت.
هل رأيت ما فعلته العصافير
عندما اقتربت الحافلة؟
أسئلة بسيطة
لكنك ستقضي باقي عمرك
تبحث عن اجابة شافية
لعينيها.
وإلا ما معني وصول البنات
الي المواقع السحرية
من أيامنا,
وما ضرورة صعودهن
درج منازلنا
واضرام النار في البيوت
دون أن نستدفيء
أو يكلمنا الله
أو حتي ننظر الي الجبل .
في اتجاه الجسر
كنت لا أنوي أن أقول
عن عينيك
ما يقربهما من خيال البحر .
قلت:
سحر عابر
يتوقف قرب الشط
ويتواري
فيما لا يري
سوي الشجر الكثيف
وصيحات البرابرة..
والزرقة التي تفترش عتبة
الجبال والسفوح والصخور المنحوتة.
سجلات ومصائر , وأقدار ذاهبين
إلي حيث يكون الصمت ردا خارج
الموت
وجرحا بلا شفاء.
كنت لا أنوي علي شئ
شاهدتهم وهم يحرقون
مراكبهم.
العميان ..
يحفرون الأخاديد.
قلوبهم المرصوفة بالأحقاد
وقوالب الطوب
والمساومة
قلوبهم التي بلا تاريخ ,
التي تعجن الظلمة بالتراب
وجلسات السمر بالضحايا
وأكواب الشاي بأصابع
الأطفال.
قلوبهم العامرة بالدخان
ارتضت أن تكون مقبرة
بلا ذاكرة.
ما الذي جاء بالرفيف ,
بخطوك الهامس ,
بالملك ,
بعريك المعتمر بالبراءة ,
بالعطر قرب بركة أرواحهم.
كان عليك أن تضيئي الشمعة
بين نهديك قليلا لتعرفي أسماء الشوارع
وتبدئي الطريق بعيدا عن أدرانهم .
هذه هي الروح المبللة
برزاز البحر
هذه هي الروح التي تعرفتها
في أصابع كفيك
وهي تهمس للنوافذ
والأبواب ,
وتهاتف
الملابس قبل الخروج من النهر
وهذا هو الجرح الذي تعرفته
بعيدا عن المراكب
كل شئ كان محفورا علي جذوع
الشجيرات
ومرميا في طريق السيارات
بعد أن لملمت سيدة
سور الأوبرا ملابسها
وخبت .
كنت خائفا .
أدرك أن من يفتح عينيه
مبكرا يشعر بالوحدة
وربما يحمل عصاه
ويرحل
وفي يده ما تبقي من الماء
قبل اندلاع الحريق .
قليلا من الخوف
يشفي الغريب
أنت كنت هناك ..
بدا كل شئ علي عادته
يموج مع الصوت.
ولا يري في الدهليز
إلا الخطي المتعجلة
والقاعدون إلي سنوات
أعمارهم
في انتظار النحول.
كان الطريق مزدحما بالرفات
ومر هو
حليقا..
تائها يبحث عن ساعد ,
يتمني لو أن كلبا مصابا
بالسعار تعرف عليه.
مر باهتا
ليس علي كتفيه أثر لتربيتة
من رفيق
وفي إتجاه الجسر
مضي بأنفاس متقطعة
وخلفه تاريخه .
ولم يستغرق سوي
التفاتة واحدة.
من تلقاه في الناحية
الأخري؟
من انفلتت منه ضحكة مكتومة؟
من رثي لحاله, وراح يغلق أنفه من الرائحة
التي عبأت المكان؟
من رآه ولم يكلف نفسه مرارة
أن ينظر إليه؟
كل هذا يمكن أن تعرفيه
إذا أغلقت الباب
وأغمضت عينيك.
في غيبة الهدهد
كان عليك أن تنبهني أيها الجندي
قبل أن تطلق الرصاص علي .
دمي الذي يسيل
كنت أود أن يراه الخليون والأحبة
يسيل في شوارعنا
هناك شرفتي
ورسائل غرام طائرة بين الشبابيك
بعد أن قبلتها
شفاه العشاق .
هناك مساء الدلال
وأول قبلة في الخفاء
هناك عروسان مختبئان تحت الملاءة
وأمان تلضمان بأكواب الشاي
قصص الليل , وأسرار الظلام .
قبل أن تطلق الرصاص علي
كان عليك أن تعرفني
وتجلس إلي مرات في المقهي
تري أصدقائي
والبنات اللواتي أغرقنني معهن في أحلامهن
ساعتها كنت ستتعرف علي القصص والرموز
الكثيرة التي تراها الآن تذوب في دمي .
لو أنك - أيها الجندي - أخبرتني
قبل أن تقتلني بقليل ما حزنت
وما كنت أنت تعلقت مندهشا في نافذة طائرتك
هذه الصحراء والرمال الممتدة تحت مروحيتك
تهزني - أنا الذي ولدت فوق ذراتها - كلما مررت
بين نخيلها
هنا تخيلت منزلي
نخل باحته
وطفليي تحفهما الملائكة
وجيران ومواقد وبراد شاي
هنا تخيلت قصصا صغيرة تكبر في الفضاء .
أحدثك بصدق شديد .
لدينا حكايات صغيرة
تكبر كلما مررنا بها,
ولا تموت .
نتركها نحن فقط ونرحل
نموت أيها الجندي في أسرتنا
وفي أماكن أعمالنا
وفي الحب
وقد نموت , ربما بطلقة بندقية
مثل التي في يمينك
دفاعا عن غرامنا بالبيوت .
آه لو لم تقتلني أيها الجندي
كنت عدت الي أهلك بلا أحزان .
معك بعض ضحكات ليالينا؟
وأحاديثنا
وجروحنا وبعض أحلامنا التي ننفسها
في دخان النراجيل
وعندما نعود إلي آسرتنا متأكدين أننا تخلصنا
من هزائمنا
تفاجئنا بنزيف جديد .
هل رأيتها بالأمس وهي تمطر
كان بكاءا سماويا
وأفقا ممتدا من بنات جميلات
يبحثن عن قبلات أحبائهن
أمام الله
لم يتخلف واحد
من مجروحي المقهي
قالوا خشينا أن تتساقط الثلوج
علي أيامنا
ويرتعش الكلام .
هذا غرامنا ونحن
ندفأه كل ليلة
ونعطره بالرياحين في فصول الصيف
هل تعرفت علي هذه البنت الكريمة التي تنام إلي جوار اليم
إنها تجهز نفسها كل يوم لمواساة الهواء
أنا رأيتها ترقص فوق ربوة الموسيقي
وبالقرب من مدافن الجنود
وكنت قد رأيتها ليلة حب
نائمة بأحلامها كاملة
اقترب قليلا هل رأيت
هذا المليء بالأحلام الذي
تتكور النراجيل في رئتيه
الأسي ملء مقلتيه .
تخفف من هذه الخوذة
هل تخاف النسيم
هل تخاف إشارات الأحبة التي تعبر الشرفات
لِم تخش ابتساماتنا التي تطير بها ملائكة
المدينة.
لتضعها في حجر أمهاتنا
ليعرفن أننا بخير
ما الذي يرعبك.
اقترب .
إنها حكاياتنا التي تذوب في الهواء .
لماذا جئت
ولم قتلتني
أليس لديكم ملائكة في بلادكم
وخليون وكورنيش
وليل , وعذابات جميلة .
وزوجات تمرسن علي خيانة
أزواجهن في الخيال .
ساعة حائط
أعتقد أنها انطوائية
و ساحرة.
بمجرد دخولي إلي البيت
تدخل في شرود ممتع وبديع .
مقاومة أنثويتها
في هذه اللحظة
عمل خرافي
و لا مجال لأن يدعي الواحد قدرة
وهمية .
كل أمرنا بيد الله .
ونحن عبيده
وهو وحده الذي يعرف آلامنا.
هنا فقط عند الجميلات يدرك المرء
مأساته
لاحظت أنها تراقبني.
بحرص بالغ تذهب إلي ركنها
وتلعب بالخيال .
تحدث عاشقا متعجلا
وفي لحظة تقدم له فؤادها
عائما فوق بحيرة
وتغني لفستانها الكالوش,
والطيور تحط إلي جوارها.
و تتنزل عليها ا لغواني
ألا تخافي ولا تحزني .
وعندما تلاحظ أنني أراقبها
تتشاغل بدقاتها.
وتبدو ساهمة وواجمة .
لكن
هل تعتقدين أن الساعات
يمكن أن تقع في الحب
وهل من الممكن أن تعشق أصحابها.
لها تصرفات عجيبة
صارت تتبعني في الطريق
حتي أركب الباص .
وعندما أعود
أراها في الشرفة
تنتظرني بقلب يدق مثل طاحونة
عطشي .
عندي أدلة كثيرة علي ما أقول,
لكن لنتفق أولا
أنك لن تغاري
وسوف تتعاملين مع الأمر
بعقلية ناضجة .
إنها في النهاية ساعة حائط .
نعلقها في المكان الذي يريحنا
ويمكننا إذا أتعبتنا أن ندعها
في الصالون .
نوكل إليها مهمة استقبال الضيوف,
وتوديعهم
ونستطيع في آخر الليل
أن نغلق عليها الباب
بهدوء
دون أن نجرح مشاعرها
رقيقة هي يا حبيبتي
بشكل مبالغ فيه .
كلما نظرت إليّ
تغرق الجدران بالدموع
وتجعلني أضطرب .
سأحكي لك حكاية غريبة
استيقظت منذ أيام مبكرا
علي صوتها.
فوجئت بها علي السرير.
همست :
سيدي
سيدي
السادسة الآن .
استيقظت العصافير.
أخشي أن تعب الهواء
كله بمناقيرها
وترحل.
هناك نسمة من الله
في الشرفة.
هات كفيك.
جذبتني المجنونة
وهي تتنهد.
وقالت
الآن اشرب الحياة.
اشرب
وستدعو لي .
في هذه اللحظة يمكنك أن تتعري.
وتري الملائكة حافين من حول
ا لعرش.
أحلام قداسته
عاد قداسته
لزوجته التي تخبئ في روحه
صناديقها
عاد لرائحته التي تتبعه
كأنه مر في فضلات كلب
عاد لاسمه الذي تتآكل حروفه
من الإهمال.
عاد يحرث انكسارات عمره
من حمام بار
لمبولة مقهى
/ مللت الأقنعة والملابس
لن أغير عاداتي من أجل حفنة
من الخرافات.
القديسون لا يخفون عوراتهم.
أنظري لي
أحبني هكذا
أنا فتنة حامية .
راح يتحدث عن طموحاته
كأنه مراب علي سفر.
وبعد أول كأس يقبل كف زوجته
ويبكي.
/ إصغي إلى وجد قلبي
غرفتي مليئة بالدموع
لم أعد أملك غير يأسي
أنا الهيكل العظمي الذي يراقب
الرجال عندما تتسرب أرواحهم .
أخشي أن أذوب مشيا وراء النساء.
إنني أكره الظلال.
هل تعرفينني
نصف عمري قضيته
فوق سطوح المنازل
أتفرج على أجساد النساء
وهن يدلكنها
بالأمنيات والأحلام الطيارة.
عندما عرفت أن آخر امرأة
قدمت لي حفلا ساهرا
أصابها الملل
جئت إليك
لتحكمي بيننا.
بلمسة حكيمة من أصابعه
الجمل يصعد النخل،
والجمال يريد أن يطير.
سلمي لي على روحك
علي حرير نهديك
هل تشمين رائحة أحلامي
أريد شرفة تطل على ملائكة
ظللت أحلم بالنار حتى جننت
واحترقت الغرفة
أنا النائم فوق ثلاثة كراس
لماذا تلومينني
لم أكن سوى طائر
يرف على كتفيك.
لست مسئولا عن انقطاع المطر
ولا أنا الذي عددت النجوم
عرفت أنها تخرج بالليل من منازلها
تتأمل بساط الريح..
وهو يموج تحت الصرة.
هاتوا الأطباء
قولوا للملائكة
الجمل في سم الخياط
هل رأتهما امرأة
من فوق عربة الكارو فأقامت الدنيا
لزوجها
ربما يلون نهديها
بلمسات حكيمة من أصابعه
أو يجعلها تبكي
على أطراف أحلامها.
الجمال يريد أن يطير
شيعته حتى مراكب الشمس
ولم أجد واحدة توحد الله تحمم مركبها.
تركن روحه بين عارضتي قطار
وقلن
التوسلات مرة
ولو بستر من الهوى.
غادرننا في آخر الليل
بمكياجهن الذي يتلاشى
مع أول قبلة خائفة
رأيتهن يرشرشن جروحهن على الناس
ويهذين
ألقطها من شفتيها
ألقطها من يقظة النهدين
سوف تهجر أمها
وتلملم أحزانها من تحت الخزانة
وإذا قلت لها اقتلي نفسك
سوف تلقي بنفسها عليك.
الحجيج المغنون
أظن أننا
حين سرنا علي الكورنيش معا,
كنا نبكي
وأن دموعنا التي ذرفناها
أول الطريق لم تكن تعرف
السبب .
لذا يهيأ لي
أن نهاية الأغنية التي تركناها هناك
سوف تمر في سرية تامة
علي وجوه عشاق الشواطئ
دون أن يتوقف الحفر
كنا قد بدأنا برموشنا
لكننا قررنا فجأة
أن نستخدم وسائل أخري
لا حفيف الملابس من بينها
ولا الهمس
نحينا حينها حمولتنا من التفاح
ونحينا
غن لي عندما تعودين للبيت.
وربما يداويني خطوك
في اتجاه الأريكة.
وأعرف الطريق للمصب.
وكانت نيتنا أن نتجاهل
يا ليتني كنت معك.
وانتظري قليلا.
لكننا جئنا بتمايل النخيل
والسحابة التي في المرآة.
تحولت أكفنا الي مراكب /
يا البلاد الدفيئة
نصبنا قلوعنا قرب الحافة
و سنصل بعد قليل
شاركتنا دموعنا
دون معرفة أي شي ء.
قلنا فقط إننا حزاني
وانزوينا خلف سروة,
وقبل كل منا يد الآخر.
حمت المراكب
وانهمرت الدموع
مع أنها لم تدرك السر
ولم تنتظر حتي تعي ما يدور
أو تسأل أحدا من المارة
ربما بلل لهفتها بكلمة
أو إشارة
فعلت ذلك بوعيها الملائكي
وبإنسانية مفرطة .
لم تتململ حتى يتجمع الناس
أو نصل إلي مكان مضيء
لتلامس خدودنا
وتمضي كما انتوت .
وكانت تعرف أن خديك
مبرآن من الماكياج.
يدي إلي التفاح
وأنت تبتسمين ,
بينما هي تجتاح جوانحنا
بسر مباغت ,
هات لي الذي عليه النية
واتبعني
اختر الشجرة التي تحب , واتبعني
وسأعطيك الثمار والحاوية
ويبقي عليك أن
تضع ساقيك
علي أول الجسر.
عندي نهدان خرافيان
وروح يمامة
وخزانة أحلام تحت الحلمة
لست بخيلة
هأنا أمنحك
حرية الترجل
بين ياقوتي
وشمعي
ولتتحمل أنت مسؤولية
احتراق العباءة.
إن ما حدث لنا
جعلني أتذكر دموعي الكثيرة
التي ذرفتها
وأنت لا تدري.
جعلني أفكر في إنسانيتها
التي لا تعني سوي الموت
والتلاشي.
هناك أشياء كثيرة
بلا فائدة تصر علي البقاء.
تخيل
لو صادفتك عند داري
خبئ نية شفتيك
و حكا ية هجر ة العصا فير لعيني .
لن يستمر ذلك طويلا
عندما تضمني
سرب لي ما تريد.
حدثني عن الحجيج المغنين
الذين يلوحون للأشجار بأحلامهم
كلما مرت أمامي.
لا تهتم بتلك الأشياء
التي لا معني لوجودها
هناك فروق سحرية
بين هذه الأشياء
والدموع
فروق شفيفة
ربما يكتشف
أسرارها
الذين يسيرون
بالقرب من أشجارهم
وعلي أيديهم تتنزل القبلات المتأججة
جامع أعقاب الأحاديث
معذبتكم
ومعذبة أبنائكم
صاحبة الفردوس
وابنته
التي يأخذ الكرم
من عناقيدها نبالته
نائمة خلف هذا الجدار .
ليست - بالتأكيد - كحبيباتنا
الثكالي ,
الممتحنات بالفقد تلو الفقد
اللواتي بقلوب متغضنة
ينمن مرميات في نار هواجسهن .
ستخرج عليكم
عارية كأنها في ستر الملائكة.
ومسترة تمشي في عري مبين
وقريبا من قلوبنا ,
وبشراعة واحدة مفتوحة
ستمر غرفتها
لا تطلقوا لخيالاتكم العنان
سأحكي لكم كل شيء.
فقط....
اعلوا علي مشيئة خلقكم
وتمنوها
ربما تنزلت قبل موعدها
ووضعت أمام مشاعركم المرهقة
مصابيح لفتاتها.
أو ربما همست ,
فأدخلت أرواحكم بين نهديها,
ونادت :
احذروا
أجنحة العشاق ,
رؤوسكم ستصطدم في سقف
الجنة.
علي بعد خمسة أصابع من سبحتكم
منحني
الدوامة في المنتصف
استخدموا أذرعكم كمجاديف
وحلقوا
غنوا لآلامي
ولقاءاتنا القليلة
بعد منتصف الليل
ربما جاءكم بعض رعاياي
يبحثون عمن صاغ خاصرتي .
أنتم لم تروا القمر
ليلة تمه بين ذراعيّ .
ولم تدخلوا الجنة .
في حراسة الذهول
والنعناع
تمنيت أن تراقصني
أن تبوح باسمها,
فغادرتنا جميعا يتامي
بلا أسماء .
علي البلاج كنا وقوفا
فجلسنا
ولم ندر لم.
ليست من مليكة
عذراء مبحرة بلا قارب
غيرها
ولا من مظمئة مثلها
تلقي بملابسها علي الرمل
فيعوي الحاضرون
يارب الكنائس ..
من أخرج الأجراس من قيلولتها.
هل ترونها
وهي تضع ساعديها
علي سور الشرفة
وتنادي علي الله .
لأقرب مصباح علي الطريق
مال الهواء ,
راح يحمل الضوء لغرفتها ,
ويتنفسها بعمق عاشق
لا يعرف الحذر .
لليلة واحدة كان يمكن
أن يستمر عمود الإنارة
في مهمته ,
وكان يمكن أن يبقي
المصباح في مكانه مبتسما
لولا أن الحارة
أغمضت عيونها
لم يحذرني واحد
من النواطير ,
لم يطلق الشرطي صفارته
الملعون كان كالمجذوب
يحملق في الشرفة
وتركني أشرب نسماتها
بكي المصباح ,
حتى أغرق المدينة بالضياء .
بعد أسبوعين ,
عاد بحارة يحملون بقاياه,
وهم يهتفون :
وجدناه هائما
كان يحدث أشرعة
المراكب عن قراصنة
وهميين سرقوا حرير ابتسامته.
تحدث برومانسية صوفيين
وغفا.
تأكدوا من دموع عينيه.
نعرف المصابيح في بلادنا.
زنوا شروده.
ما لعينيه من كحل سوي
لهفتها.
كانت كاترينا تشير لأمها
بملابسها الحريرية ..
يشتعل الغمام
احترسي يا غييمة
ليتني شرفة بشراعة واحدة
ربما كنا تلاقينا
نهود مريمية وساعدان بلوريان
وخشب شرفة متلهف للنار .
أنا الغريب الأعمى ,
لا أرغب في المزيد
أما إذا تلامست حبتا الكريز وعروقي ,
اعذروني
ساعتها
سأدعي النبو ة.
لكن قولوا لي
كيف تستطيعون رؤيتها
وكيف تتحملون الموسيقي
مجرد المحاولة ستزهق أرواحكم
وستدخلون النار .
لم تروها
وهي ترقص
وهي تهمي من كرسي في الباص ,
علي الرسل المشدوهين
من عرش علي صدر صديقتها
إلي غيمتي
أنا جامع أعقاب الأحاديث,
في الليل
صرت أنزع الفواصل
وأغني لما يخصني من كلامها
أنا بهلول المدينة ..
بملابس لا تعرف اليونانية
أسير بصحبة ساحرة
غزالة ,
وساحر يصدق أحزانه
كل شيء تشابه علي
نسيت لون عيني فينوس .
يكذب الناس
ليظهروا جميلين
يتحدثون عن أشياء وهمية
لمجرد أن تبتسم حبيباتهم
وأنا جميل
معي سماء كاترينا
وقمر جونلتها .
تيقظنا صباح اليوم
مبكرين
وفشتنا عن لحن لاسمها
في الأساطير ,
لكن حراسها طاردونا
تركنا حكاية خطواتنا
علي طاولة الحانة
نحن العشاق السذج ,
تيقظنا ,
قبيل هطول المطر .
عني تحدثت سمر
وأومأ وحيد
كأنه راع لشبكة أحزان عيني
راحا يتلفتان ,
كل في وجه غازله
غنيا
وأنا حاولت
لكن لم تسقط دمعة
واحدة من عيني .
لم أندمل
وها أنا
أنتظر صاحبة الفردوس ..
هل تنام خلف هذا الجدار؟
صانع العاهات
أما عن رواية الأحداث
فلا أحد يخرج من منزله
بلا هوية
ويقدر علي مقاومة غوايتها
لا أحد
عاقلا كان أو مجنونا
يعرض عليه الملك
فيصمت
أو يتثاءب
ما بالكم بي أنا
مربي الخنازير
صانع العاهات الكبير .
عند رواية الأحداث
لا مجال لأن يبقي المرء
في سريره
أو يذهب إلي موعد غرامي
أيا كانت الحورية التي يضاجعها.
كل شيء يحدث لمرة واحدة
والطلقة التي تمرق
لا تعود .
كم يساوي وجودي بينكم
بلا رواية
ووجودكم بعيدا عن أربطة
أحذية الآلهة
كم يساوي وجودكم بلا عاهات .
الأمر ليس كما تتخيلون
الألوهة تحتاج إلي أكاذيب
منتقاة
وأوبئة .
تحتاج إلي أعمار طويلة تتبدد ,
وشعوب تتلاشي ,
ومدائن تبيد .
الألوهة الحقة
تكره الفناء الجميل .
عندما تنتصب في الفضاء
وتفتح عينيها
وتطل .
يقف إله في قلب خرائبه
ويحكي تفاصيل ما رأي
وما ارتكب من جرائم ضد الأجنة
يبوح بآثامه
ويكتب في كل ساحاته
ما رآه ضروريا لكي يعمل
بعفوية بالغة
حتي ليظن الواحد
وهو يتلقي الطعنة
أنها المشيئة العربيدة
ولا مفر .
الجند في الباحات
في قطرات الندي
وفي شعاع الشمس
لا مفر .
تعلمت صنع التماثيل
سرقة ألعابها من القتلي
وحكايات الضحايا
والأكف المرحة حين تستقبل
المطر.
أنا سارق الكحل الذي تتحدثون عنه
عاشق التشوهات .
كيف يمكنني أن أصب ابتسامة
علي وجه طفل جائع
أو يتيم .
الخالقون الهواة
سيدخرونني أضحوكة لأيامهم
أضحوكة يفجرونها في البراري
يفتحون بها أفواههم عن آخرها
وينسلون إلي أكواخهم
تحت جنح الليل .
تسلقت ضحكاتهم تلال بلدة
ومشت في أراض موحلة
أناموها علي الرف
كي تحمل فوق أكتافها التراب
والنياشين
وأنا غير مؤهل للابتسام
لا أحب أن يبتسم النائمون
في أحلامهم .
عاري وأنا أولي بمراراته.
لو أن عيونكم لا تري النوم
لو أن دموعها قادرة علي إحياء
الموتي .
لأدركتم البلية التي أنا فيها
معجزة أن أظل طوال عمري المديد
أنثق القبور
وأنتقي سكانها .
حققت شهرة واسعة
في هذا المجال
وأحببت ملكي
وها أنا أوطد أركانه .
قبل مجيئي إليكم
هاتفتني امرأة وقبلتني.
قالت لي إنها تبصر أطفالا
ينامون تحت جدران بيتي
تشب في أحلامهم
النار التي تمتد من لفافتي
وكلما حاولوا الوقوف
أجلستهم رائحتي
قالت لي هناك أمور لا تحب
الخوض في جيوبها
وواعدتني
واختفت .
سوف أنزع النخل من أرواح
النبيين
القبلات من قصص الحب
والجنيات التي تسير في الشوارع
من شفاه الرعاة
معي مساحيقي
وعمالي
وحقدي
سوف أرسم المشهد من جديد
أريد أن أكون راوية حقيقيا
الأولاد في مقابرهم مهذبون
والنساء في أسرتهن
ينتظرنني
والرجال طوافون في المكان
يحملون المناديل الورقية
ويعطرون مواكب الأساطير
في الكتب القديمة
والآلهة تبتسم وهي تحمل
الغمام علي أكتافها
وترش الظلال .
لا غير المشيب
علي ركبتي يتكئ الردى .
سوف أعلمكم كيف تنامون
وكيف تخرجون لملاقاة
جيوش أعدائكم .
وكيف تسيرون في الأسواق
وكيف حين لا يحين الموت
ترحلون
هذه ألوهتي
التي جئتكم بها
أنا أعلمكم بأمور دنياكم
عندي ميزان كل شيء
شفاه جديدة
وأجنحة للدواب
والخنازير .
خضت معارك كثيرة
ولم أستطع
في كل مرة
أن أخرج مبتسما.
وفي هذه المرة
أقدم لكم أمراضا وأوبئة
جديدة
أقدم لكم روحي
باردة علي أبدانكم .
لا شبابيك لكم عندي
ولا حوائط
أنا راوية الحكايات الوحيد
وصانع العاهات .
طيور البنات
في الليل
يمكن لأية بنت
أن تخرج من سريرها
وتفتح شرفة حجرتها
وتطير .
صدقوني
البنات يطرن في الظلام .
ولأنهن يخفن علي عصافيرهن من الوحدة
يصحبنها أينما اتجهت الموسيقي .
رأيت بنات يحملن
العصافير من مناقيرها ويضوين .
فهل كانت قبلة طويلة
في الفضاء,
لكي يجربن قبلات أخري
ذوات أجنحة.
كانت ملابسهن فضفاضة
وأسماؤهن بين ذراعيك
تنسيك ما
سال من
وقت
علي درج البيت .
هل كانت تتسلي بالنظر
إلي وجهك الكريم
حين ودعت السرب
وحطت علي السرير .
كل شيء ممكن
وأنت تحفظ بأناملك
ما ترك النهدان والأقربون من أسرارها.
الأمر لا يحتاج إلي عبقرية
الحوائط والشبابيك
والأبواب
تشهد ألا أحد في اليم
إلاك .
وهذه الأشياء رغم ما بها
من مفاجآت
إلا أنها تحدث مرارا
والبنت ببساطة
وفي غفلة من آذان
الجدران التي تسمع
دبيب النمل
تستطيع أن تنسي
عندك الطوفان
بعد أن تأخذ
ما جاءت من أجله
لتسبح وحيدة في البحر.
ذراعك التي ظلت لسنوات
كثيرة معطلة
ولم تكن تعرف وظيفتها
وكنت تستخدمها كي لا تسقط
في مداوات الجراح.
جاءت غلامة,
ووضعتها في مكانها المناسب.
أراحتك.
وقدمت لك دواء ناجعا
لمرض مراوغ
ظللت طوال أربعين عاما
تحاول التحصن ضده
أو تجنبه .
اليوم استيقظت مبكرا
لا بك ولا عليك
ورحت تتسلي بحفنة
من التوت
وإلتهام المزيد من
التمرات اليابسة
لكن حين حطت البنت فوق
السرير
وراحت ترسم
فوق الملاءة
بأصابعها
أدركت أن هذا كله
غير مجد ,
كل واحدة تذهب مختارة
لحامل أختامها
فمن الذي يمكنه الآن
أن يعلمك لغة البنات
والعصافير
ويجعلك تضيف المزيد
من الخطوات
لمركبتك في طريق الموت.
وسريرك الطبيعي
الذي لم يتطلع في يوم من
الأيام لأكثر من دوره
ما الذي يمنعه الآن
من الانضمام
الي طابور الأسرة
صاحبة التاريخ الجسيم
والرسل .
سريرك الذي
يحدث صريرا
دائما مثل غيره من الأسرة
كلما ملت عليه بجسمك
الملهوف
سريرك ذو الوسادة
الصلدة
الذي لا يجد غضاضة
في أن يغير غرفته
ويتركها فارغة
راحلا الي غرف أخر ي.
سريرك الذي يتمدد
فوق سيارة مكشوفة
بعد أن يلملم أنفاسه
ليجوب الشوارع
دون إكتراث بتاريخه
الذي خطه بين جدران حجرة ما
أو اهتمام بعيون البنات
اللواتي يحلمن بلقاء الملائكة
والتمتع بصرير ه.
سريرك المتبلد
يطول به العمر
لكي يكون شاهدا
علي وشمة عمرك ,
الجراحون والنبلاء
غير قادرين علي تخليصك
من آثارها.
هي التي وضعت قدميك
فوق الربوة
وجعلتك رغم قوانين
الطبيعة مشرفا علي الجبل .
كيف أنامتك فوق هضاب
مفاتنها
وتسللت معك
الي قلب العالم .
سريرك يتسع لشهيدين
والقبلة مازال مشوارها طويلا..
والباقي...
وحد الحي الذي لا يموت.
هل رأيت ما فعلته العصافير
عندما اقتربت الحافلة؟
أسئلة بسيطة
لكنك ستقضي باقي عمرك
تبحث عن اجابة شافية
لعينيها.
وإلا ما معني وصول البنات
الي المواقع السحرية
من أيامنا,
وما ضرورة صعودهن
درج منازلنا
واضرام النار في البيوت
دون أن نستدفيء
أو يكلمنا الله
أو حتي ننظر الي الجبل .
في اتجاه الجسر
كنت لا أنوي أن أقول
عن عينيك
ما يقربهما من خيال البحر .
قلت:
سحر عابر
يتوقف قرب الشط
ويتواري
فيما لا يري
سوي الشجر الكثيف
وصيحات البرابرة..
والزرقة التي تفترش عتبة
الجبال والسفوح والصخور المنحوتة.
سجلات ومصائر , وأقدار ذاهبين
إلي حيث يكون الصمت ردا خارج
الموت
وجرحا بلا شفاء.
كنت لا أنوي علي شئ
شاهدتهم وهم يحرقون
مراكبهم.
العميان ..
يحفرون الأخاديد.
قلوبهم المرصوفة بالأحقاد
وقوالب الطوب
والمساومة
قلوبهم التي بلا تاريخ ,
التي تعجن الظلمة بالتراب
وجلسات السمر بالضحايا
وأكواب الشاي بأصابع
الأطفال.
قلوبهم العامرة بالدخان
ارتضت أن تكون مقبرة
بلا ذاكرة.
ما الذي جاء بالرفيف ,
بخطوك الهامس ,
بالملك ,
بعريك المعتمر بالبراءة ,
بالعطر قرب بركة أرواحهم.
كان عليك أن تضيئي الشمعة
بين نهديك قليلا لتعرفي أسماء الشوارع
وتبدئي الطريق بعيدا عن أدرانهم .
هذه هي الروح المبللة
برزاز البحر
هذه هي الروح التي تعرفتها
في أصابع كفيك
وهي تهمس للنوافذ
والأبواب ,
وتهاتف
الملابس قبل الخروج من النهر
وهذا هو الجرح الذي تعرفته
بعيدا عن المراكب
كل شئ كان محفورا علي جذوع
الشجيرات
ومرميا في طريق السيارات
بعد أن لملمت سيدة
سور الأوبرا ملابسها
وخبت .
كنت خائفا .
أدرك أن من يفتح عينيه
مبكرا يشعر بالوحدة
وربما يحمل عصاه
ويرحل
وفي يده ما تبقي من الماء
قبل اندلاع الحريق .
قليلا من الخوف
يشفي الغريب
أنت كنت هناك ..
بدا كل شئ علي عادته
يموج مع الصوت.
ولا يري في الدهليز
إلا الخطي المتعجلة
والقاعدون إلي سنوات
أعمارهم
في انتظار النحول.
كان الطريق مزدحما بالرفات
ومر هو
حليقا..
تائها يبحث عن ساعد ,
يتمني لو أن كلبا مصابا
بالسعار تعرف عليه.
مر باهتا
ليس علي كتفيه أثر لتربيتة
من رفيق
وفي إتجاه الجسر
مضي بأنفاس متقطعة
وخلفه تاريخه .
ولم يستغرق سوي
التفاتة واحدة.
من تلقاه في الناحية
الأخري؟
من انفلتت منه ضحكة مكتومة؟
من رثي لحاله, وراح يغلق أنفه من الرائحة
التي عبأت المكان؟
من رآه ولم يكلف نفسه مرارة
أن ينظر إليه؟
كل هذا يمكن أن تعرفيه
إذا أغلقت الباب
وأغمضت عينيك.
في غيبة الهدهد
كان عليك أن تنبهني أيها الجندي
قبل أن تطلق الرصاص علي .
دمي الذي يسيل
كنت أود أن يراه الخليون والأحبة
يسيل في شوارعنا
هناك شرفتي
ورسائل غرام طائرة بين الشبابيك
بعد أن قبلتها
شفاه العشاق .
هناك مساء الدلال
وأول قبلة في الخفاء
هناك عروسان مختبئان تحت الملاءة
وأمان تلضمان بأكواب الشاي
قصص الليل , وأسرار الظلام .
قبل أن تطلق الرصاص علي
كان عليك أن تعرفني
وتجلس إلي مرات في المقهي
تري أصدقائي
والبنات اللواتي أغرقنني معهن في أحلامهن
ساعتها كنت ستتعرف علي القصص والرموز
الكثيرة التي تراها الآن تذوب في دمي .
لو أنك - أيها الجندي - أخبرتني
قبل أن تقتلني بقليل ما حزنت
وما كنت أنت تعلقت مندهشا في نافذة طائرتك
هذه الصحراء والرمال الممتدة تحت مروحيتك
تهزني - أنا الذي ولدت فوق ذراتها - كلما مررت
بين نخيلها
هنا تخيلت منزلي
نخل باحته
وطفليي تحفهما الملائكة
وجيران ومواقد وبراد شاي
هنا تخيلت قصصا صغيرة تكبر في الفضاء .
أحدثك بصدق شديد .
لدينا حكايات صغيرة
تكبر كلما مررنا بها,
ولا تموت .
نتركها نحن فقط ونرحل
نموت أيها الجندي في أسرتنا
وفي أماكن أعمالنا
وفي الحب
وقد نموت , ربما بطلقة بندقية
مثل التي في يمينك
دفاعا عن غرامنا بالبيوت .
آه لو لم تقتلني أيها الجندي
كنت عدت الي أهلك بلا أحزان .
معك بعض ضحكات ليالينا؟
وأحاديثنا
وجروحنا وبعض أحلامنا التي ننفسها
في دخان النراجيل
وعندما نعود إلي آسرتنا متأكدين أننا تخلصنا
من هزائمنا
تفاجئنا بنزيف جديد .
هل رأيتها بالأمس وهي تمطر
كان بكاءا سماويا
وأفقا ممتدا من بنات جميلات
يبحثن عن قبلات أحبائهن
أمام الله
لم يتخلف واحد
من مجروحي المقهي
قالوا خشينا أن تتساقط الثلوج
علي أيامنا
ويرتعش الكلام .
هذا غرامنا ونحن
ندفأه كل ليلة
ونعطره بالرياحين في فصول الصيف
هل تعرفت علي هذه البنت الكريمة التي تنام إلي جوار اليم
إنها تجهز نفسها كل يوم لمواساة الهواء
أنا رأيتها ترقص فوق ربوة الموسيقي
وبالقرب من مدافن الجنود
وكنت قد رأيتها ليلة حب
نائمة بأحلامها كاملة
اقترب قليلا هل رأيت
هذا المليء بالأحلام الذي
تتكور النراجيل في رئتيه
الأسي ملء مقلتيه .
تخفف من هذه الخوذة
هل تخاف النسيم
هل تخاف إشارات الأحبة التي تعبر الشرفات
لِم تخش ابتساماتنا التي تطير بها ملائكة
المدينة.
لتضعها في حجر أمهاتنا
ليعرفن أننا بخير
ما الذي يرعبك.
اقترب .
إنها حكاياتنا التي تذوب في الهواء .
لماذا جئت
ولم قتلتني
أليس لديكم ملائكة في بلادكم
وخليون وكورنيش
وليل , وعذابات جميلة .
وزوجات تمرسن علي خيانة
أزواجهن في الخيال .
ساعة حائط
أعتقد أنها انطوائية
و ساحرة.
بمجرد دخولي إلي البيت
تدخل في شرود ممتع وبديع .
مقاومة أنثويتها
في هذه اللحظة
عمل خرافي
و لا مجال لأن يدعي الواحد قدرة
وهمية .
كل أمرنا بيد الله .
ونحن عبيده
وهو وحده الذي يعرف آلامنا.
هنا فقط عند الجميلات يدرك المرء
مأساته
لاحظت أنها تراقبني.
بحرص بالغ تذهب إلي ركنها
وتلعب بالخيال .
تحدث عاشقا متعجلا
وفي لحظة تقدم له فؤادها
عائما فوق بحيرة
وتغني لفستانها الكالوش,
والطيور تحط إلي جوارها.
و تتنزل عليها ا لغواني
ألا تخافي ولا تحزني .
وعندما تلاحظ أنني أراقبها
تتشاغل بدقاتها.
وتبدو ساهمة وواجمة .
لكن
هل تعتقدين أن الساعات
يمكن أن تقع في الحب
وهل من الممكن أن تعشق أصحابها.
لها تصرفات عجيبة
صارت تتبعني في الطريق
حتي أركب الباص .
وعندما أعود
أراها في الشرفة
تنتظرني بقلب يدق مثل طاحونة
عطشي .
عندي أدلة كثيرة علي ما أقول,
لكن لنتفق أولا
أنك لن تغاري
وسوف تتعاملين مع الأمر
بعقلية ناضجة .
إنها في النهاية ساعة حائط .
نعلقها في المكان الذي يريحنا
ويمكننا إذا أتعبتنا أن ندعها
في الصالون .
نوكل إليها مهمة استقبال الضيوف,
وتوديعهم
ونستطيع في آخر الليل
أن نغلق عليها الباب
بهدوء
دون أن نجرح مشاعرها
رقيقة هي يا حبيبتي
بشكل مبالغ فيه .
كلما نظرت إليّ
تغرق الجدران بالدموع
وتجعلني أضطرب .
سأحكي لك حكاية غريبة
استيقظت منذ أيام مبكرا
علي صوتها.
فوجئت بها علي السرير.
همست :
سيدي
سيدي
السادسة الآن .
استيقظت العصافير.
أخشي أن تعب الهواء
كله بمناقيرها
وترحل.
هناك نسمة من الله
في الشرفة.
هات كفيك.
جذبتني المجنونة
وهي تتنهد.
وقالت
الآن اشرب الحياة.
اشرب
وستدعو لي .
في هذه اللحظة يمكنك أن تتعري.
وتري الملائكة حافين من حول
ا لعرش.
هناك 15 تعليقًا:
بعض الوقت فقط....
لافيق!
من ماذا يا حورية الغيم السماوية؟
...من ليلة ملؤها كلماتك
فاغادر ظلي واسير تحت شمسك...
ما اوسع ماتكتب!
احيانا اظن ان حجم حروفك لا تسعها إلا البحار
سؤال...
من أين تصنعهم؟
وكيف؟...ومتى؟...ومن ماذا؟
عالم مليء بك سيحمل الكثير من الدهشه
بعض التحايا قليله
فلك اجملها كما يليق بك
نسيت أن أقول لك أنك أنت مثلا كل يوم تبدين أجمل من اليوم الذي يسبقه" هذا في خيالي طبعا" وهو تجلي لما أردت أن أقوله لك, أن يعيش الواحد في شخوص القريبين منه, أو حتي البعيدين لتلتقي أرواحهم معه, يحاول أن يستحضرهم في كل لحظة ليراهم ويشعر بهم كما يحب. كأنهم أمامه يتحركون في ساحة روحه.
صباحك قطع سكر وفراشات
واصوات حياة تتطاير من نافذة بيتك
\
/
\
رغم كسلي الكبير عن أي شيء هذا الصباح
وحتى فنجاني الصباحي لم يصنع الجديد بمزاجي
ادرجت لك ما اتمنى ان يستحق بعض وقتك
هي قديمة جداً, ملونة كثيراً من ذكريات عامان قبل الان
أعذر كل الاخطاء و (الطفولة) التي تملؤها
اتمنى ان تليق بصباحك
نسيت أمراً...
هذه (الابتهالات) سبق أن وجدت لها طريقاً لنشر .
وماذا يمكنني أن أقول لك سوي شكرا, كلمة عاجز لا يعرف كيف يطير, ليلون بها الجدران والشوارع..
الآسرة, والابتسامات قريبا من عينيك.
الناس يقولون الآن للهواء صباح الورد, صباح القشدة, لأن روحك هاهنا معي تحوم في المكان.
من البشر الذين نحبهم, من الذوبان في عشق ما يحيط بنا من أشياء, القاهرة والناس, والتفاصيل الدقيقة في حياتنا نحن سكان العواصم الحية, الأنثي هنا يا أيتها الساحرة الصغيرة التي أتطلع لزيارة منها لتري القاهرة وعوالمها الخفية "القاهرة بمفاتنها التي ثقلت عليّ" كقول الكبير الشاعر جمال القصاص, وهو يصف إحدي الفاتنات, قال ببساطة بالغة" ثقلت مفاتنها عليّ" فسارت كمقولة علي لسان العشاق والمحبين من قراء الشعر صغارا وكبارا, جعلوها تميمة يقدمونها عن حبيباتهم, ليدرك الناس كم هنّ ساحرات.
الأنثي في روح الشعر والشعراء مركز وبؤرة كثيفة هامة لا شعر بدونها, شرط أن يخرج من تجربة حقيقية وعاشق حقيقي, وأن يكون هناك خبرة كتابة تحيط بما يجري حوله, "الشاعر الحقيقي هو الذي يستطيع, كما قال أرشيبالد ماكليش, أن يسجن السماء والأرض في قفص الشكل", عليه أن يذوب فيما يلفه من أعاصير , فيما يحتويه من رياح عاتية, ولو فعل بإخلاص وحميمية سوف يقدم روحة ذائبة في الشعر.
أنا هنا يا أمجاد, تجدينني في كل سطر, في كل صورة أرسمها, في التفاصيل الدقيقة للمشهد الذي أعيشه,واحاول أن يعيشه معي القراء من محبي الإبداع.
إنها لحظات شديدة الرقة والمراوغة وعلي الشاعر أن لا يهدرها, عليه أن يقبض عليها بروحه قبل كلماته, حتي لا تتحطم بين السطور والحروف, الحكاية ليست مجرد كلمات مرصوصة إلي جوار بعضها, إنه ميزان الروح الذي يزن بالشرايين والدم, بالتلاشي والذوبان في الحالة التي يعيشها الكاتب, حتي يعبر عنها, وينقلها عبر كلمات, نعرف جميعنا أنها غير قادرة علي نقل ما نمر به كاملا, الكلام الخئوون يا "بنت قلبي" يبدو مسكينا في حالات كثيرة, غير قادر علي حمل أمانة الثقل كله, إنه يسرق في الميزان.
عذرا يا ست العالم فقد كتبت عددا من الكلمات خطأ, وكان يجب أن أصححها, الكلمات مسكينة, ويجب علينا أن نتحري الدقة قدر المستطاع لنكتبها صحيحة
اعجبنى تعريفك بنفسك
http://shaimaa-samir.blogspot.com/2009/03/blog-post.html
ولم يعجبنى تعريف المدونة العلوى
امابخصوص البوست
فهو يحتاج الى قراءة متانية
شكرا لك
*الذي لا تعرفينه أولا يا أنسة شيماء أنني واحد من الصحفيين, والذي لا تعرفينه أيضا أنني متخصص في الثقافة وأظن أنني مشهور أيضا في الوسط" أظن"!!
وما قلته في التعريف واقع لأنني خبرت بالواقع من حولي وأعرفه جيدا, وهو لا يحتاج تعليقا مني, ويبدو أن الأمراض قديمة قدم فيلم لعبة الست, وإشارته العظيمة لمكروب تفشي وصار يمثل واقعا عاما في الصحافة, هناك بالطبع استثناءات قليلة,والسؤال العظيم الذي انطلق في الفيلم لخص واقعنا الحالي, أين ترعرت سيدتي؟.
يعني خلاصة القول أن الذي تتحدثين إليه صحفي قديم, أي والله, أيضا. ولا أحتاج إلي الصحافة ولا إلي الصحف, ولم أحاول طوال عملي الذي لم ينقطع والحمد لله حتي الآن أن أنشر خبرا واحدا عن شئ يخصني, وما نشر كان بسعي من أصدقاء.
ثانيا أما تعريف المدونة فلك كل الحق في الإعجاب به, أو عدم الإعجاب به, فالمدونات وأنا حديث عهد بها, مثل الغرف الممتلئة بالشبابيك المشرعة عن آخرها, وغير مطلوب من قرائها أن يقولوا,الللللله, ويدوسون علي الحروف, معبرين عن إعجاب تافه بما هو أكثر تفاهة.
طبعا أنا لم أنشء مدونتي هكذا, وخلاص, وليس الهدف منها مجرد إنشاء ساحة أكتب فيها ما يعن لي من خواطر, لكني سعيت إلي الاستفادة من خبراتي في الصحافة, أملا في تقديم شئ مختلف, هي مليئة بالمفاتن, سعيا وراء تقديم ثقافة حقيقية, جاهدت طوال عملي في الصحافة الثقافية من أجل تقديمها رغم أن الأمر ,بشكل ما, لم يكن بيدي معظم الوقت
لا ادرى لماذا شعرت بالغضب يفوح من الكلمات
ربما شعور خاطىء
لم اكن بحاجة ان اعرف ان صحفى وخلافه
لانه بصدق تعريفك بنفسك اجمل من ان تعرفنى انك صحفى قديم
كلماتك مصباحك
عموما سعيدة بمرورى ها هنا جدا
وساقرا صانع العاهات على مهل من امرى
وفقت
شيماء سمير
يا شيماء سمير لماذا وقعت في نهاية رسالتك مادمت غير راغبة في الكشف عن هوية كاتبها, أنت طيبة جدا, وتحتاجين إلي بعض التروي منعا للإحراج, ومع ذلك كلامي كان واضحا, ولا أظن أن به رائحة غضب, فقط أردت أن أوضح لقراء المدونة سبب ما جاء في التعريف, وكانت رسالتك دافعا لذلك.
سعيد يا شيماء بك, وأنا أرحب بك دائما في مدونتي, القراء الطيبين مثلك لا يملك الواحد منا سوي أن يرحب بهم, ويقول لهم شكرا علي كل شئ.
الاستاذ حمدى
من قال لك اننى لا اريد ان اوضح من انا
كل الموضوع كما يحدث الان
اننى على عجلة من امرى
واريد الرد
فلا اكتب الايميل والباسور واوقع باسمى فى النهاية
لاننى لم اقل شيئا يحرجك او يحرجنى
على كل
اكرر
سعيدة بمرورى ها هنا
شيماء سمير
تانى
:)
وأنا أقول لك يا ست شيماء مرة أخري أنني سعيد بأدبك وطيبتك, وسوف أكون أكثر سعادة برأيك في الديوان, وأرجو ان نكون علي لقاء دائم
إرسال تعليق