السبت، 10 يناير 2009

أعتب علي نظري

وأنا أقوم بإعداد هذه المدونة, قمت بكتابة أسماء مجموعة من الكتاب الذين أحبهم, في خانة الأفلام المفضلة, هذا الخطأ الغير مقصود يا أخوان سببه ما آل إليه نظري من وهن بعد ما كنت قادرا علي رصد تحركات نملة في الظلام الدامس, نظري الذي وهن خانني, وجعلني اري الفاء "قافا", الفاء التي لا تستطيع أن تتحمل نقطة واحدة فوق رأسها, نظري السيئ جعلها تحمل فوق رأسها نقطتين, نقتطان يا ناس فوق كاهل حرف وحيد مسكين.
أنا فوجئت والله بالخطأ الجسيم, ورحت أوجه تأنيبا شديدا لعينيّ, رحت أعاتبها علي ما دفعتاني إليه, قلت لهما أنهما صارتا مثل حكوماتنا التي تجثم علي كاهل الشعوب, وتجعله يزحف علي الأرض الموحلة من الضعف والوهن والمرض والعوز, ولا تكتفي بذلك, لكنها تأتي له بما يدفنه في الطين, بحيث لا يظهر وهو يتحرك بين أبناء السبيل, صار نظري وهو يحمل الفاء نقطتين فوق كاهلها مثل السادة أصحاب الكراسي وورثتهم يدوس علي حرف مسكين لا يملك من أمره شيئا, يدوس علي عبد من عباد الله المساكين, ويحمله ما لا يطيق.
استمر تأنيبي لنظري فترة ليست قصيرة, وكان من الممكن أن أصلح ما أفسده, لكنني قررت أن أترك الخطأ حتي أجعل عينيّ تشعر بجريرتها في حق مدونتي, وفي حق ضيوفها من سكان هذا الفضاء الرهيب, والذي يجب علينا مادمنا قبلنا أن ندخل إلي رحاباته أن نراعي سكانه, ولا نغمض عيوننا عما يسيئ إليهم, أو يضرهم, ينبغي علينا أن لا نكون مثل الحكومات التي تتعامي عما وصل إليه حال الشعوب, تتعامي عن ما حولها, وتجحش, فتري الرفض لها هياما في حبها, والكره الدفين في أفئدة الناس عشقا, والدعاء عليها أن يريح الله الناس منها تضرعا إلي الله أن يديمها علي قلوب وفوق أكتاف الغلابة وساكني العشش والمقابر
حمدي عابدين

ليست هناك تعليقات: