يثبت أركانه
ليس علي الأعمى حرج
سوف أقول هنا كلاما ربما يكون بديهيا ومعادا, لكن أهمية إعادته هو أن نبحث معا عن أدوات لتغيير الواقع الذي أنتجه, وأدي إلي استمرار أثاره السيئة عاما بعد عام, أثرت علي الدور المصري في الخارج, وجعلته في الداخل يتجاهل الناس والأرض والتاريخ, ولا يتذكر سوي ضرورة استمرار وجوده, ولا مانع في طريق ضمان ذلك, من ضرب وتدمير الزراعة المصرية بالتعاون مع إسرائيل, وعقد الاتفاقيات الاقتصادية معها, مثل اتفاقية الكويز, كما لا مانع أيضا من تصدير الغاز المصري لها, توفيرا لوقود حروبها في كل الاتجاهات.
مهمة الوقوف في مواجهة هذه الممارسات نحن جميعا مطالبون بالبحث فيها, وما أريد قوله هو أن الموقف المصري المتردي البارد من الحرب الإبادية الغير إنسانية علي غزة التي تدور رحاها حاليا, سببه أولا هو اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في 17 سبتمبر 1978 , فهي التي أنتجت بتراكم السنوات هذه العقلية البرجماتية التي تدير الأمور في مصر الآن.
خلفت هذه الاتفاقية إذن كثيرا من المعالجات للأمور لا يقف وراءها سوي مصالح ضيقة أغلبها يقوم علي خلفية أسرية لا علاقة لها بالصالح العام, هذه المصالح ببساطة تكمن في محافظة نظام الحكم علي مكتسباته, في سعيه الدائم لاستمراره بوجوه يختارها حتي لا يفقد هذه المكتسبات, وهو في هذا يستفيد من من سبقه الذي كاد يتحول لإمبراطور, لكنه وبمجرد رحيله رحلت معه كل مكتسبات نظامه وأسرته, كل شئ تواري ولم يعد له وجود, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل راح أخواننا من الكتاب الذين كانوا يطبلون لنظام غابر يكشفون بعنترية مساوئه وسوءاته, وهذا ما لا يريده النظام الحالي, ويسعي باستماتة لتلافيه, لذا يسعي بكل الطرق لضمان المستقبل ومكتسباته, حتى لا تنفضح ممارساته بأقلام معاونيه من البرجماتيين الذين هم امتداد طبيعي لمرحلة كامب ديفيد أيضا.
ومن بين الأدوات التي يستخدمها النظام لتثبيت دعائمه المستقبلية هو الصمت علي ممارسات إسرائيل ضد أبناء فلسطين, والصمت علي ممارسات أمريكا في العراق العربي الذين كان يشكل مع مصر قبل قليل من أزمته عضوا في حلف رباعي مع مصر مع طرفين آخرين هما سوريا والأردن , انتهي مباشرة بمجرد دخوله الكويت, وإعلان السيد الأمريكي" وهو لا عزيز لديه" موقفه الرفض, لم يتوقف موقف النظام المصري, كما يعرف الجميع عند هذا الحد من التخلي عن صدام الذي كان هو الآخر مرتبطا بتعاون كبير من أمريكا, بل أرسلت جيوشها لتعاون في استعادة الكويت. المهم أن النظام المصري ربط ما يقوله وما يفعله بمصالحه المرتبطة بالدعائم الأمريكية التي تسند الكرسي, والتي بدونها لن يستمر الكرسي علي حاله في المستقبل.
من هنا لا يمكن قراءة الموقف المصري بمعزل عن هذا الإطار, أمريكا الحامية تقول وترفع عصاها فقط ترفع عصاها, لا توجد ضرورة للضرب, والمسئولون يقولون آمين, وآمين هذه يمكننا أن نقرأ تجلياتها في اكتفاء مصر بدور الوسيط الذي يصل إلي حد لا يشرف أحدا, وتنفيذ أوامر أمريكا وابنتها إسرائيل فتغلق معبر رفح الحدودي مع باقي المعابر في حالة صدور أوامر بحصار حماس, التي لا تلقي ترحيبا في مصر لأنها ببساطة وبنفس النظرة الضيقة تصنف من زاوية دينية, يربطها النظام في مصر بالداخل"تنظيم الأخوان المسلمين" الذي يخاف منه علي مستقبله ويضربه ليل نهار, من هنا يتعامل النظام المصري مع حماس, علي أنه "تنظيم الإخوان المسلمين" وهو القوة الوحيدة الحية حاليا في مصر, والتي يعمل علي إضعافها حتى لا يمتد الأمر إليه, فيتضعضع هو الآخر, وتنتهي مكاسبه.
ما أقوله هنا تجلت مظاهره في الخطاب المتهرئ الذي خرج من مصر مصاحبا للمحرقة البربرية ضد ناس غزة أطفالا ونساءا ورجالا عزل, وقد ساءنا جميعا ما قاله وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط في بداية الأزمة" نحن حذرنا ومن لم يأخذ بكلامنا لا يلوم إلا نفسه, كان هناك تهدئة وحماس هي التي نقضتها" وعلي هذا المنوال يمكن صف كل الكلام الذي تابع الأزمة وبرر موقف مصر من الساسة و المفكرين, كبارا كانوا أو صغارا, جالسين أمام كنز كبير, أو أمام طبق فتة, وقد جاءت مواقف جميع المتهرئين متشابهة, ولم يكسرها سوي مواقف عدد قليل من الرافضين لممارسات النظام والمجاهرين بكشف فساده علي طول الخط, وهم للأسف الشديد يستخدمهم أصحاب الكراسي في مصر "طالما اكتفوا بالكلام" كماكياج يجمل به وجهه القبيح الذي تتعلق به عينان لا تري سوي تحت أقدامها, أما إذا تحول رفض هؤلاء إلي أفعال يشم منها النظام رائحة تهديد لأركانه فهو لا يتسامح أبدا معهم, ويلجا حتي لتكسير العظام, لا فرق في هذا بين عضو مجلس شعب محمي بحصانة, أو رافض بسيط أحرقته رائحة الفساد, بينما كان يمر في الطريق بالقرب من مظاهرة رآها تتحدث باسمه, فوقف يندد بمن جوعوه.
خلفت هذه الاتفاقية إذن كثيرا من المعالجات للأمور لا يقف وراءها سوي مصالح ضيقة أغلبها يقوم علي خلفية أسرية لا علاقة لها بالصالح العام, هذه المصالح ببساطة تكمن في محافظة نظام الحكم علي مكتسباته, في سعيه الدائم لاستمراره بوجوه يختارها حتي لا يفقد هذه المكتسبات, وهو في هذا يستفيد من من سبقه الذي كاد يتحول لإمبراطور, لكنه وبمجرد رحيله رحلت معه كل مكتسبات نظامه وأسرته, كل شئ تواري ولم يعد له وجود, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل راح أخواننا من الكتاب الذين كانوا يطبلون لنظام غابر يكشفون بعنترية مساوئه وسوءاته, وهذا ما لا يريده النظام الحالي, ويسعي باستماتة لتلافيه, لذا يسعي بكل الطرق لضمان المستقبل ومكتسباته, حتى لا تنفضح ممارساته بأقلام معاونيه من البرجماتيين الذين هم امتداد طبيعي لمرحلة كامب ديفيد أيضا.
ومن بين الأدوات التي يستخدمها النظام لتثبيت دعائمه المستقبلية هو الصمت علي ممارسات إسرائيل ضد أبناء فلسطين, والصمت علي ممارسات أمريكا في العراق العربي الذين كان يشكل مع مصر قبل قليل من أزمته عضوا في حلف رباعي مع مصر مع طرفين آخرين هما سوريا والأردن , انتهي مباشرة بمجرد دخوله الكويت, وإعلان السيد الأمريكي" وهو لا عزيز لديه" موقفه الرفض, لم يتوقف موقف النظام المصري, كما يعرف الجميع عند هذا الحد من التخلي عن صدام الذي كان هو الآخر مرتبطا بتعاون كبير من أمريكا, بل أرسلت جيوشها لتعاون في استعادة الكويت. المهم أن النظام المصري ربط ما يقوله وما يفعله بمصالحه المرتبطة بالدعائم الأمريكية التي تسند الكرسي, والتي بدونها لن يستمر الكرسي علي حاله في المستقبل.
من هنا لا يمكن قراءة الموقف المصري بمعزل عن هذا الإطار, أمريكا الحامية تقول وترفع عصاها فقط ترفع عصاها, لا توجد ضرورة للضرب, والمسئولون يقولون آمين, وآمين هذه يمكننا أن نقرأ تجلياتها في اكتفاء مصر بدور الوسيط الذي يصل إلي حد لا يشرف أحدا, وتنفيذ أوامر أمريكا وابنتها إسرائيل فتغلق معبر رفح الحدودي مع باقي المعابر في حالة صدور أوامر بحصار حماس, التي لا تلقي ترحيبا في مصر لأنها ببساطة وبنفس النظرة الضيقة تصنف من زاوية دينية, يربطها النظام في مصر بالداخل"تنظيم الأخوان المسلمين" الذي يخاف منه علي مستقبله ويضربه ليل نهار, من هنا يتعامل النظام المصري مع حماس, علي أنه "تنظيم الإخوان المسلمين" وهو القوة الوحيدة الحية حاليا في مصر, والتي يعمل علي إضعافها حتى لا يمتد الأمر إليه, فيتضعضع هو الآخر, وتنتهي مكاسبه.
ما أقوله هنا تجلت مظاهره في الخطاب المتهرئ الذي خرج من مصر مصاحبا للمحرقة البربرية ضد ناس غزة أطفالا ونساءا ورجالا عزل, وقد ساءنا جميعا ما قاله وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط في بداية الأزمة" نحن حذرنا ومن لم يأخذ بكلامنا لا يلوم إلا نفسه, كان هناك تهدئة وحماس هي التي نقضتها" وعلي هذا المنوال يمكن صف كل الكلام الذي تابع الأزمة وبرر موقف مصر من الساسة و المفكرين, كبارا كانوا أو صغارا, جالسين أمام كنز كبير, أو أمام طبق فتة, وقد جاءت مواقف جميع المتهرئين متشابهة, ولم يكسرها سوي مواقف عدد قليل من الرافضين لممارسات النظام والمجاهرين بكشف فساده علي طول الخط, وهم للأسف الشديد يستخدمهم أصحاب الكراسي في مصر "طالما اكتفوا بالكلام" كماكياج يجمل به وجهه القبيح الذي تتعلق به عينان لا تري سوي تحت أقدامها, أما إذا تحول رفض هؤلاء إلي أفعال يشم منها النظام رائحة تهديد لأركانه فهو لا يتسامح أبدا معهم, ويلجا حتي لتكسير العظام, لا فرق في هذا بين عضو مجلس شعب محمي بحصانة, أو رافض بسيط أحرقته رائحة الفساد, بينما كان يمر في الطريق بالقرب من مظاهرة رآها تتحدث باسمه, فوقف يندد بمن جوعوه.
حمدي عابدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق