الثلاثاء، 19 مايو 2009

هذا مقطع من ديوان رجل الهاي لوكس, للجميلة التي تسكن بعيدا, لعينيها الحوراوين العميقتين.

ماذا يمكن أن يري العاشق المكفوف
لو أنه ضبط نفسه ينظر من الشرفة؟
- رجلا يتأهب لإفشاء آخر أسرار زوجته.
- شجرة تميل لتري أوراقها كيف تحب الشجيرات
سيدها الريح وهي عائدة منهكة.
- مراهقة تستعد لارتداء أخف أحلامها
قبل أن تغمض شرفة مواجهة جفنين مؤرقين.
- مصباح إنارة صغيرا يتصبب عرقا
لأن ألحان أرملة لامست ظله قبل أن ينطفئ.

ألا يراني ذلك الأعمى.
أنا الحزين الوحيد في الحي.
ألا يستحق فؤادي المعطل عن أحلامه بعض العناء.
ألا يجدر به أن يرسل ابنته
بغمامتين طائرتين في منديل إيماءاتها.
قولوا له سوف تعود.
هو حتى لن يلامس غصنيها.
في الليل يجدر بنا أن نكون أكثر رحمة بسكارى بنات عمياننا.
خمره المعتقة رأفة بروحه تجعله
يتحسس كلام أغنياته قبل أن يتركها
لحال سبيلها.
هو حتى لا يوصيها بشئ مثل غيره من المغنين
عبيد سكني البارات.
يلامسها بلسانه المثقل بالبكاء.
ويسلم نفسه للطريق.

هناك تعليقان (2):

أمجاد يقول...

لو تترك لنا بعض الضوء فقط
لنتنفس ماتكتب
قبل أن نختنق بالدهشه!
\
/
\
هم أناس شكلو الحروف كما السماء نحلق باتساعها باجنحة من ورق
\
/
\
(ماذا يمكن أن يري العاشق المكفوف
لو أنه ضبط نفسه ينظر من الشرفة؟)

لرأى حبيبته وهي تميل على اوراق الشجر تهمس لها بأسمه...
وسمع غناء مراهقة تحلف بحبه
وإمتزج برائحة قلب يحترق شوقاً للقائه
\
/
\
قليل ان اقول رائع
لكنك رائع

حمدي عابدين يقول...

يخجلني كثيرا هذا الكلام الجميل, لكنه يكشف عن روح شفيفة قادرة علي كشف ما وراء اللغة الشعرية, أنا سعيد جدا به وبك.
دومي بخير