الجمعة، 13 فبراير 2009

من حي الجمالية إلي استوكهولم

من حي الجمالية إلى استوكهولم
*نجيب محفوظ: مزقت كثيرا من كتاباتي قبل نشري أول قصة
في لقائه الأسبوعي الذي يعقد كل يوم أحد بفندق شبرد بالقاهرة توافد أحباؤه ومريدوه وأصدقاؤه لتهنئته بعيد ميلاده التسعين. بدا نجيب محفوظ في قمة نشاطه ووعيه. كان موعدنا معه هناك لأن زوجته أخبرتنا أنه لا يلتقي بأحد في منزله في شهر رمضان. سألته في البداية: أستاذ نجيب.. بعد خبرتك الطويلة في الكتابة القصصية والابداعية ماذا يمكن أن تقول للمبدعين الشباب؟ فأجاب: الثقافة والعمل والصبر. * هل كتبت كثيراً قبل أن تنشر أول قصة؟ ـ كتبت كثيرا من القصص بعضها مزقتها قبل أن أرسلها إلى أي جريدة، وربما مزق بعضها القائمون على أمر الصفحات الأدبية. استمر هذا طويلا إلى أن جاءت أشياء تستحق النشر، بعدها سارت الأمور بشكل جيد. * هل تذكر بعض الكتابات التي مزقتها؟ ـ إحدى هذه الكتابات كان كتاب "الأعوام" وقد كتبته تقليدا لكتاب "الأيام" الذي ألفه طه حسين وعبر فيه عن حياته ومعاناته إلى أن صار عميدا للأدب العربي. وعلى هذا المنوال مزقت كتابات أخرى شعرت أنها جاءت على نهج كتابات لآخرين أمثال المنفلوطي إلى أن كتبت قصة اسمها "ثمن الضعف" رأيت أنها يمكن أن تنشر وأبدأ بها حياتي مع الإبداع فأرسلتها إلى مجلة "الجديد"، وكان ذلك في عام 1934. * ماذا تقول عما يحدث الآن في فلسطين؟ هل ترى أن هناك إمكانية لتحقيق السلام؟ ـ لا بد أن يكون هناك أمل في تحقيق السلام، لأنه ليس هناك أحد يستطيع أن يحارب طول عمره إلا إذا كان مجنونا. * هل أنت مقتنع بإمكانية تحقيقه الآن أو في المستقبل المنظور؟ ـ جاء علينا وقت كنت مقتنعا تماما بأن السلام تحقق على أرض فلسطين وأن العرب هناك سوف يحصلون على حقوقهم. كنت مقتنعا بهذا مدة طويلة جدا إلى أن حدثت الانتفاضة الأخيرة. * تعتقد أن شارون يمكنه أن يوقف الحرب؟ ـ المسألة ليست حربا أو سلاما، لكن لا بد أن يكون هناك اقتناع بحقوق الناس. إذا حدث ذلك وجاء إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية شخص مقتنع بحقوق أبناء فلسطين يسود السلام. * لقد زادت الحروب الصغيرة والكبيرة في عصرنا الحالي. ما هي أسباب ذلك في رأيك؟ ـ بعد الحرب العظمى الثانية اعتقدت أنها آخر الحروب الكبيرة، لأني مقتنع انه ليس هناك دول يمكنها أن تهلك دولا، لكن بعدها شاهدت حروبا دخلتها أميركا للسيطرة على العالم، فهل تعتقد أن هناك أسبابا أخرى لديها، هي تحارب ولديها كل شيء لماذا تحارب، كان هناك أسباب كبيرة للحرب الأولى والثانية، أما حروب أميركا الحالية فلا نعرف ما الذي يدفعها لخوضها إلا ما قلته قبل ذلك.
صحيفة "الشرق الأوسط" 11/12/2001م.

ليست هناك تعليقات: